في حادث أليم أعقبه صدمة عميقة لعدد كبير من الأفراد، وقعت كارثة طائرة الرحلة 6136 التابعة لشركة الطيران الشمالية الصينية (China Northern Airlines) في خامس من يوليو عام 2002، عندما كانت الطائرة من طراز مكدونل دوغلاس MD-82، تقوم برحلة من بكين إلى داليان في الصين.
كانت الظروف الجوية تبدو مهيأة لرحلة سلسة، إلا أن ما حدث كان بمثابة كابوس للركاب وطاقم الطائرة على حد سواء. وقع الحادث في الساعة 21:32 بتوقيت المحلي، حيث كانت الطائرة تحلق فوق مياه بحر داليان، وعلى متنها 112 فرداً.
وفي لحظة مروعة، وبينما كانت الطائرة في الجو، أبلغ الطيارون عن وقوع حريق على متن الطائرة، وقبل أن تصبح الأوضاع غير مسيطر عليها، تعطلت أنوار الكابينة، مما أدى إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر.
باءت محاولات الطاقم بالفشل في السيطرة على الحريق، وللأسف الشديد، تحولت هذه الأحداث المروعة إلى كارثة فظيعة عندما اصطدمت الطائرة بسطح مياه بحر داليان، على بعد 12 ميلاً شرق مطار داليان.
ما أثار الدهشة والرعب لدى الجميع هو كيفية وقوع هذا الحادث المأساوي. تبين لاحقًا أن الحادث لم يكن نتيجة لخطأ فني أو طبيعي، بل كان نتيجة لعمل تخريبي بشع، حيث قام أحد الركاب بإشعال النيران في داخل الطائرة.
وبالتحقيقات والتحقيقات اللاحقة، تبين أن الراكب المسؤول عن هذا العمل الشنيع كان قد قام بشراء عدة وثائق تأمين قبل أن يتوجه إلى متن الرحلة، مما أثار الشكوك حول دوافعه الحقيقية وراء هذا الفعل الشنيع.
لم تكن هذه المأساة مأساة فقط للركاب وأسرهم، بل كانت صدمة كبيرة للشعب الصيني بأسره، وللعالم بأسره، حيث أعادت هذه الحادثة الصعبة إلى الواجهة ضرورة تعزيز إجراءات الأمن على متن الطائرات، وتسليط الضوء على ضرورة التأكد من سلامة وأمان جميع الركاب والطواقم في كل رحلة جوية.
وبهذه الطريقة، أضحت طائرة رحلة 6136 رمزًا للتحديات الأمنية التي تواجهها صناعة الطيران، ودعت الحادثة إلى تعزيز التدابير الأمنية والوقائية لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث المروعة في المستقبل.