في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر لعام 2018، شهدت إندونيسيا، بالتحديد في منطقة سولاويسي المركزية، واحدة من أكثر الكوارث تدميرًا في تاريخها الحديث، حيث اجتاحت سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة متمثلة في زلزال عنيف، وتسونامي مدمر، وانهيارات طينية مدمرة، تركت آثار الدمار والخراب في أربع مناطق رئيسية في سولاويسي الوسطى، وهي مدينة بالو، ودونغغالا، وسيجي، وباريجي موتونج. تأثرت هذه المناطق مباشرة بالكوارث، وقد أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
تراوحت حجم الدمار الناتج عن هذه الكوارث بشكل هائل، حيث بلغت عدد المنازل التي دمرت 68451 منزلًا، و327 مكان عبادة، و265 مدرسة، و78 مكتبًا، و362 متجرًا، وسُجلت 168 شقًّا وتضرر 7 جسور. وبلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه الكوارث مبلغًا يقدر بحوالي 13.82 تريليون روبية إندونيسية، حيث بلغت الخسائر المباشرة نحو 1.99 تريليون روبية، في حين بلغت قيمة الأضرار الناتجة عن الكوارث حوالي 11.83 تريليون روبية.
وفقًا للتقارير الرسمية التي قدمها حاكم سولاويسي الوسطى، لونغكي جانجولا، لوكالة إدارة الكوارث الوطنية، فقد بلغ عدد الضحايا من زلزال بالو وتسوناميها 4340 شخصًا متوفيًا، و10679 مصابًا، و667 مفقودًا.
يشير التحليل النهائي لعدد الضحايا والأضرار النهائي إلى أن 17293 مبنى تضررت بشكل طفيف، في حين تعرض 12717 مبنى لأضرار متوسطة، و9181 مبنى لأضرار شديدة، وتم الإعلان عن اختفاء 3673 مبنى بشكل كامل.
وتشير التقارير أيضًا إلى أن عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم في التسونامي قد يصل إلى 1252 شخصًا.
تبين أن التسونامي الذي ضرب خليج بالو كان له فترة موجية قصيرة نسبيًا، مما يشير إلى وصوله إلى اليابسة وتسببه في تأثير هائل على بعد حوالي 50 مترًا من الساحل، حيث وصل ارتفاع التدفق إلى 8 أمتار، ثم تناقص بسرعة عندما مر عبر السكان المكتظين إلى متوسط ارتفاع يبلغ مترًا واحدًا داخل المنازل التي تقع على بعد حوالي 150 مترًا من الساحل.
ويشير البحث إلى أن التسونامي كان يتألف من 3 موجات بفواصل زمنية تتراوح بين دقيقة واحدة و5 دقائق و10 دقائق بعد الزلزال. وكان أقصى تضخم للتسونامي في خليج بالو الضيق حوالي 10.6 متر في قرية توندو بشرق بالو. ووصلت أبعد نقطة للفيضان التسونامي إلى منطقة فندق ميركيور في ليري بشرق بالو على بعد 468.8 مترًا من الساحل.
تشير التقارير أيضًا إلى أن الانزلاقات البركانية البحرية لعبت دورًا رئيسيًا في توليد التسونامي، وأن انهيارات الأرض الناتجة عن عملية تسرب السوائل الصخرية لعبت أيضًا دورًا كبيرًا في توليد التسونامي، حيث تشير البيانات المدونة إلى أن أقل من 20٪ من ارتفاع التسونامي كان مرتبطًا بعمليات التكتونية، بينما كانت الأغلبية العظمى ناتجة عن الانهيارات الساحلية والبحرية كما هو موضح في جريان الجاذبية للسوائل المتسربة.
ومع ذلك، يبقى هناك تحدي كبير في تحديد الأسباب الرئيسية لحدوث التسونامي الكبير، حيث تشير التقارير إلى أن انقطاع البيانات التضاريسية التفصيلية بعد الحدث يسبب الشكوك في مدى مساهمة الانزلاق البحري داخل الخليج في الحدث.
تظهر التقارير أيضًا أن تزامن الزلزال مع مرحلة المد العالية قد زاد من تأثير الفيضان التسونامي، وأن الأضرار الناتجة عن التسونامي كانت أشد في الجزء الداخلي والجانب الشرقي من خليج بالو مقارنة بالجانب الغربي، وذلك جزئيًا بسبب انحدار الجانب الشرقي لخليج بالو نتيجة لتمزق الزلزال.
ويشير التقرير النهائي إلى أن الخسائر الإجمالية جراء هذه الكوارث قد بلغت 1.5 مليار دولار أمريكي، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 4400 شخص، ونزح حوالي 170 ألف شخص، وتسببت في خسائر اقتصادية تجاوزت 1.3 مليار دولار أمريكي.