في الثامن من ديسمبر عام 1859، وقعت واحدة من أكبر الزلازل على الساحل الهادئ لأمريكا الوسطى، مخلفةً خلفها دمارًا هائلًا في مناطق السلفادور وغواتيمالا ونيكاراغوا. تعد هذه الزلزال واحدة من الكوارث الطبيعية التي لم تُنسى، فقد شهدت الأماكن المجاورة لهذا الحدث المدمر ارتفاعاً هائلًا في مستوى البحر، حيث تصاعدت الأمواج إلى ارتفاع غير عادي مصحوبة بضجيج مرعب، وانحسرت البحر بعيدًا عن الشاطئ. في ميناء أكاهوتلا، ارتفعت الأمواج بشكل غير مسبوق، وجفت المرافق البحرية وأرصفة القوارب بشكل شبه كامل، وانهارت الكهوف والمغاور على اليابسة. كما تم تدمير المستودعات الحكومية، وتم غمر الرصيف والمبنى الجمركي بالمياه.
تشير التقارير إلى أن سلسلة من الكوارث الفرعية تبعت هذا الحدث الرئيسي، حيث تهدمت المنازل في إسكوينتلا وأماتيتلان بغواتيمالا، مما أدى إلى خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح. كانت الزلزال محسوسًا بوضوح من جواتيمالا إلى نيكاراغوا، مما يدل على قوته ووطأته.
تم توثيق مشهد مأساوي عند خليج أكاهوتلا، حيث شهدوا تسوناميًا هائلًا تسبب في جلب كميات كبيرة من الأسماك إلى الشاطئ، وقد غمرت الأمواج المدمرة الميناء، وفي هذا السياق يذكر تقرير حاكم سونسوناتي أن البحر أصبح مضطربًا للغاية في ميناء أكاهوتلا؛ حيث ارتفعت الأمواج إلى ارتفاع غير عادي مصحوبة بضجيج مرعب، وانحسر البحر بعيدًا عن الشاطئ؛ حيث جفت المرافق البحرية وأرصفة القوارب تقريبًا حتى الحاجز الرملي. وفي اليابسة، انهارت الكهوف والمغاور، وتم تدمير المستودعات الحكومية، بينما غمرت الأمواج المدمرة الرصيف والمبنى الجمركي.
وكان الزلزال مصحوبًا بموجة بحرية زلزالية عنيفة، وفيما يبدو أن هذا الزلزال كان واحدًا من أكبر الزلازل على الساحل الهادئ لأمريكا الوسطى، حيث أدى إلى تدمير شامل في المناطق المتأثرة، مما أثر بشكل كبير على الحياة والممتلكات.