في الثامن عشر من مايو عام 1935، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران بالقرب من موسكو، روسيا، حيث كانت طائرة “توبوليف ANT-20″، المعروفة أيضًا بـ “إي-5″، في طريقها للقيام بعرض استعراضي. ومع ذلك، لم يكن هناك شيء من البهجة في هذا العرض، بل كان الفناء الأسود ينتظرهم.
بالرغم من أن الرحلة الافتتاحية لهذه الطائرة، التي كان يطلق عليها اسم “ماكسيم غوركي”، كانت تعد بالفخر والازدهار، إلا أنها تحولت بسرعة إلى كابوس تلاحق الذاكرة. فقد وقع اصطدام جوي مروع على ارتفاع 2300 قدم، بين الطائرة ومقاتلة من طراز “إي-5″، التي كانت تقوم بعروض استعراضية محاولةً الدوران حول الطائرة الضخمة.
لم تكن إلا لحظات قصيرة حتى انحرفت الأمور عن السيطرة، حيث اختل توازن الطائرة الكبيرة وفقدت السيطرة، مما أدى إلى سقوطها بشكل مأساوي على حي سكني، مما تسبب في دمار هائل وخسائر فادحة. وبهذا الحادث المروع، انتهت حياة جميع الركاب الخمسين الذين كانوا على متن الطائرة، بالإضافة إلى اثنين من السكان على الأرض.
تم تسجيل الحادث كواحد من أسوأ حوادث الطيران في تاريخ روسيا، وتم تحديد سبب الحادث بخطأ بشري، حيث أظهرت التحقيقات أن الطيارين في الطائرة القتيلة والمقاتلة أخفقا في اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الاصطدام، مما أدى إلى هذه الكارثة الفظيعة.
هذه الكارثة لم تكن مجرد فقدان للأرواح، بل كانت أيضًا خسارة للتاريخ والثقافة، حيث كانت الطائرة العملاقة تعد من أحدث المعالم التي كانت ترمز للتقدم التكنولوجي والتطور الاقتصادي. ومع وفاة جميع الركاب، انطفأت شمعة الأمل في هذا الرمز المعاصر، مما جعل هذا الحادث أكثر أحداث الطيران ألمًا وحزنًا في تاريخ الطيران الروسي.