في العام 1960، وتحديدًا في يوم 22 مايو، وقعت واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ الحديث، عندما ضرب زلزال مدمر وتسونامي جنوب تشيلي الوسطى، مخلفًا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. كانت هذه الكارثة نتيجة لزلزال بلغت قوته 9.5 درجة على مقياس ريختر، مما جعله واحدًا من أعنف الزلازل التي سُجلت في التاريخ المعاصر.
بدأ الكابوس في الساعة 15:12 بالتوقيت المحلي، عندما ضرب الزلزال الهائل المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع مياه التسونامي إلى 25 مترًا في تشيلي، و10.5 أمتار على جزر هاواي، وما بين 6 إلى 9 أمتار في منطقة المحيط الهادئ، و6.5 أمتار في اليابان والاتحاد السوفيتي، و3.5 أمتار في الولايات المتحدة الأمريكية، و3 أمتار في جزر الألوتيان، و2 أمتار في نيوزيلندا، وبين 1 و 1.5 متر في مناطق أخرى من المحيط الهادئ.
تتراوحت الخسائر البشرية بشكل هائل، حيث بلغ عدد الوفيات حوالي 1000 شخص في تشيلي، و60 شخصًا في جزر هاواي، و200 في اليابان. وقد سبق هذا الزلزال الهائل زلزال آخر في اليوم السابق بقوة 8.6 درجة، والذي رافقه تسونامي طفيف.
وتشير التقارير إلى أن عدد الوفيات المعروفة نتيجة للزلزال بلغت حوالي 500 شخص، في حين بلغ عدد القتلى جراء التسونامي نحو 1000 شخص. وتعد الأضرار المادية كبيرة، حيث بلغت قيمتها نحو 550 مليون دولار في تشيلي وما يزيد قليلاً عن ذلك في مناطق أخرى مثل هاواي واليابان وسواحل الولايات المتحدة الغربية.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية الهائلة، لقد شهدت هذه الكارثة أيضًا أفعالًا إنسانية مؤلمة، حيث ذكرت بعض التقارير أن مجموعة من الهنود الآراكانيين قاموا بتضحية طفل عمره 7 سنوات لآلهة البحر في محاولة لتهدئة الأمواج الهائجة.
يعتبر هذا الزلزال والتسونامي الذي أعقبه من بين أقوى وأكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها البشرية، وهو أيضًا واحد من ثلاثة تسوناميات عالمية معروفة، حيث أثرت تأثيره في كل محيطات العالم باستثناء المحيط القطبي الشمالي.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أن العديد من الدراسات والتقارير تشير إلى أن هذا الحدث الكارثي كان له تأثيرات على المدى البعيد على البيئة والمجتمعات المحلية في المنطقة المتضررة، وقد أثار استياءً عميقًا حول العالم بشأن الاستعداد والتأهب لمثل هذه الكوارث في المستقبل.