في الثالث عشر من يناير لعام 746، تعرضت منطقة البحر الأبيض المتوسط، بالتحديد السواحل السورية والمصرية، لواحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث ضربتها سلسلة من الزلازل الهائلة تراوحت قوتها بين 7 درجات على مقياس ريختر. بدأت هذه السلسلة بزلزال هائل في الثامن عشر من يناير، لكن هناك بعض التشكيك في التواريخ، حيث يُعتقد أنه قد يكون في السنوات 743 أو 745. تأثرت فلسطين والأردن وسوريا بشدة جراء هذه الهزات الأرضية، وتسببت في موجة تسونامي مدمرة اجتاحت السواحل ودمرت المدن والقرى على طول السواحل المتأثرة. وفيما يُعتقد أن هذه الأمواج ارتفعت “إلى السماء”، وقعت خسائر فادحة في البنى التحتية والأرواح.
يشير السجل التاريخي إلى أن هذا الزلزال الهائل لم يكن السبب الوحيد في الكوارث التي حلت بالمنطقة، بل تحدث أيضًا عن عاصفة بحرية استثنائية، نتج عنها ارتفاع مفاجئ في ارتفاع الأمواج. يبدو أن هذه العاصفة لم تكن مرتبطة بالزلزال بشكل مباشر، وربما كانت ظاهرة فريدة من نوعها، حيث ارتفعت الأمواج بسببها بشكل غير مسبوق، مما أدى إلى فيضان اليابسة وتدمير المدن الساحلية والقرى. من بين المواقع المتضررة كانت قلعة في منطقة البلقاء، على سواحل بحر الميت، حيث يُعتقد أنها تقع بالقرب من الساحل الشمالي الشرقي للبحر الميت.
تفيد المصادر الوثائقية أن هذا الزلزال الضخم الذي وقع في فلسطين أحدث دمارًا هائلًا وفشلًا في الأرض في منطقة واسعة. وتشير أحد هذه المصادر إلى أن عاصفة قوية غير عادية ضربت البحر، مما أدى إلى ارتفاع الأمواج إلى السماء، وتحول البحر إلى حمامة يغلي فيها الماء كالنار، وتحطمت الأمواج بضجيج مرعب ومخيف. وتجاوزت المياه المغليّة حدودها ودمرت معظم المدن والقرى على طول السواحل.
تظل هذه الأحداث التاريخية القديمة مصدر اهتمام كبير للباحثين، حيث تمثل فرصة لفهم أفضل للظواهر الطبيعية القديمة وتأثيراتها على المجتمعات القديمة. ومن المهم دراسة هذه الأحداث بعمق لتعزيز فهمنا لتأثيرات الزلازل والتسونامي والظواهر البحرية الأخرى على البشرية عبر التاريخ.