في يوم 23 ديسمبر من عام 1854، شهدت اليابان واحدة من أكثر الكوارث المدمرة في تاريخها، حيث ضرب زلزال بلغت قوته 8.3 درجات على مقياس ريختر منطقة طوكايدو في البلاد. تسبب هذا الزلزال في إحداث موجة مد عاتية بلغ ارتفاعها 20-21 مترًا على شبه جزيرة شيما في بحر إنشونادا. وصلت هذه الموجة المدمرة إلى مدينة أوساتسو، حيث لم يسبق للسكان المحليين أن شهدوا مثل هذا النوع من الكوارث الطبيعية الهائلة.
أظهرت التقارير أن حوالي 1000 شخص لقوا حتفهم جراء هذه الكارثة الرهيبة، وتم تدمير واختفاء 8300 منزل تحت أمواج المد العاتي. لم تقتصر الدمارات على ذلك، بل شهدت بعض المناطق ارتفاعًا في الأرض بمقدار 1.2 متر في أومايزاكي، و2 متر في شيميزو في محافظة شيزوكا.
توثق التقارير أن الزلزال والتسونامي الناتج عنه أحدثا دمارًا شاسعًا على طول الساحل من شبه جزيرة بوسو في الشرق إلى خليج توسا في الغرب، حيث وصلت أمواج التسونامي إلى الساحل الشرقي لجزيرة هونشو والساحل الجنوب الشرقي لجزيرة كيوشو.
وبالرغم من توثيق وفاة حوالي 300 شخص جراء الزلزال ونفس العدد بسبب التسونامي، إلا أنه من الممكن أن يكون عدد الضحايا الحقيقي أكبر بكثير. فالدمار الذي خلفته هذه الكارثة لم يُحدد بدقة، إلا أنه كان يتجاوز التخمينات الأولية بكثير، مما يبرز خطورة وقوع كوارث طبيعية بهذا الحجم والتأثير.