في العام 1741، في اليوم الـ 29 من شهر أغسطس، شهدت جزيرة هوكايدو الواقعة في اليابان حدثًا مأساويًا مرتبطًا بنشاط بركاني عنيف، حيث اندلع بركان ماتسوماي أوشيما، مما أسفر عن تدفقات لهرب الحياة وتسبب في أمواج مدّ تسونامي قاتلة. لم يكن هذا الاندلاع البركاني الأول، بل كانت هناك ثورة بركانية سابقة قد بدأت في جزيرة أوشيما في الـ 23 من أغسطس، حيث انعدم النور عن شبه جزيرة ماتسوماي بسبب سحب الرماد البركاني. وفيما بعد، في الـ 29 من أغسطس، شهدت ثورة بركانية ثانية دون وقوع زلزال ملموس.
ومع ذلك، فإن الكارثة التي ألمت بالمنطقة لم تكن مقتصرة فقط على البركان نفسه، بل تجاوزت ذلك إلى آثار الأمواج المدّية القاتلة التي غمرت السواحل المحيطة. وصل ارتفاع بعض هذه الأمواج إلى مستويات مروعة تراوحت بين 60 إلى 90 مترًا، وفي الواقع، على الساحل الغربي لجزيرة أوشيما، وصل ارتفاع الأمواج التسونامية بين 6 إلى 10 أمتار.
تم تسجيل تدمير هائل للممتلكات وخسائر بشرية فادحة جراء هذه الكارثة الطبيعية. فقد تم تدمير 729 منزلاً وغرقت 1,521 سفينة في جزيرة أوشيما فحسب، بينما لاحقت الموجات القاتلة السواحل الأخرى، حيث غمرت مدناً وبلدات وأودت بحياة الآلاف. في منطقة كومايشي وماتسوماي والمناطق المحيطة، بلغ عدد الوفيات 1,467 شخصًا، وتم تدمير 729 منزلًا و33 منزلاً تم تدميرهما بالكامل. كما تم تسجيل خسائر بشرية ومادية أخرى على طول السواحل، مع تضرر خاص لجزيرة سادو.
لم يكن سبب الكارثة واضحًا تمامًا، حيث كانت هناك تحليلات متعددة حول سبب تكون الموجات التسونامية القاتلة. فقد اقترح بعضهم أنها نتيجة لانهيار جزئي كبير في الجبل البركاني، بينما ذهب آخرون إلى اقتراح أنها قد تكون ناتجة عن زلزال بحري أو ظاهرة أخرى مثل انهيار قاع المحيط.
باختصار، فإن هذا الحدث الكارثي يظل علامة مؤلمة في تاريخ المنطقة، حيث تجسدت فيه روح الدمار والخسائر البشرية، مما يجعلنا نتأمل في قوة الطبيعة وتأثيرها المدمر عندما تتجلى بكامل قوتها.