في عام 1896، في الخامس عشر من يونيو، وفي تمام الساعة السابعة وثلاث وثلاثون دقيقة بالتوقيت المحلي، هز زلزال قوي منطقة سانريكو في جزيرة هونشو باليابان، وأحدث تسونامياً مدمراً بشكل مأساوي. فقد شعر بهذا الزلزال في منطقة ضخمة وأدى إلى نشوء موجة تسونامي كارثية. ووفقًا للتقارير الرسمية، تم جرف 10,617 مبنى، ولقي مصرعهم 27,122 شخصًا، وأصيب 9,247 آخرون. كما شوهدت الموجة التسونامية على الأقل من جنوب جزيرة هوكايدو إلى جزر بونين، بالإضافة إلى جزر هاواي وشمال أمريكا. وقد عانت سواحل سانريكو على مدى أكثر من 400 كيلومتر من جزيرة كينكازان في الجنوب إلى رأس شيريا في الشمال أكثر من غيرها.
في معظم المناطق على ساحل سانريكو، بدأت التسونامي بانحسار ملحوظ للمد البحري. ولكن الوقت الدقيق لبداية المد البحري في المنطقة المشتتة للزلزال لا يُعرف بالضبط. ووفقًا لبيانات محطة الهيدروميتيورولوجيا في مياكو وشهادات بعض الشهود العيان، بدأ المد البحري عند غروب الشمس، بعد 15-30 دقيقة من الزلزال. ووصلت أول موجة مد بحري فورًا بعد الساعة الثامنة مساءً. وبالتالي، كان الفارق الزمني بين بداية المد البحري ووصول الموجة المدية نصف ساعة. وكانت شدة المد البحري تعتمد بشكل طبيعي على عمق البحر: في المياه الضحلة، انحسرت المياه بمسافة كبيرة، بينما في الأماكن العميقة، انحسرت بمسافة صغيرة. وهكذا، انحسرت المياه 350 مترًا في هوريوتشي، و350-550 مترًا في ريويسي وأوويا، و500 متر في ميناتوهاما، و35 مترًا في تادايدي.
قبل المد البحري، يمكن سماع دوي صاخب مثل الرعد أو ضجيج هبوب عاصفة بعيدا في البحر. وظهرت الموجة بالتزامن مع الدوي على ساحل منطقة كيسين بمحافظة إيواتي، بينما ظهرت بعد فترة وجيزة من الدوي في أماكن أخرى. ويُقال إنه حتى تم سماعه في محافظات أكيتا وياماجاتا.
كان من الصعب أيضًا تحديد وقت وصول الموجة المدية. ويمكن اعتبار الوقت الذي قدرته محطة الهيدروميتيورولوجيا في مياكو، السابعة مساءً بالتمام والكمال، الأكثر دقة. ووفقًا لتقرير هذه المحطة، بدأت الموجة المدية 18 دقيقة بعد الهزة الأرضية الأولى. وبدأ المد البحري في حوالي الساعة الثامنة مساءً، ووصلت موجة عالية جدًا، مصحوبة بدوي صاخب، في السابعة والدقيقة. ثم عادت المد البحري ست مرات: في الساعة 20:15، 20:32، 20:48، 20:59، 21:16 و21:50. وشطفت الموجة الثانية، الأكبر، العديد من الأشخاص وحملت المنازل إلى البحر.
كان متوسط فترة التذبذب على ساحل سانريكو بعد وصول التسونامي حوالي 15 دقيقة. وبدأت شدة الأمواج في الانخفاض تدريجياً بعد الساعة العاشرة مساءً، لكن تم ملاحظة تذبذبات صغيرة في مستوى سطح البحر حتى ظهر اليوم التالي. وقد سُجلت أعلى ارتفاع للمياه في يوشيهاما وريوري. وكانت الموجة الثانية، الأكبر، بارتفاع 24 مترًا في يوشيهاما وارتفعت المياه 30 مترًا في ريوري.
في الخامس عشر من يونيو، كان سكان المحافظات على ساحل سانريكو يحتفلون بعطلة وطنية في الشوارع؛ لم يكن هناك عمل في ذلك اليوم. وبعد المد البحري، الذي بدأ به التسونامي، سار بعضهم بعيدًا عن المياه، لكن الغالبية استمروا في الاحتفالات. لقد لقوا مصيرهم الذي لا مفر منه في الكارثة التي حلت بساحل سانريكو. بالإضافة إلى ذلك، تم إنقاذ الصيادين الذين خرجوا إلى البحر؛ حين عادوا إلى المنزل في الصباح، لم يكونوا يعلمون شيئًا عن الأحداث، رأوا صورة مروعة: كان البحر مليئًا بأنقاض المنازل وجثث القتلى على بعد عدة كيلومترات من الشاطئ وظلت كومة من الأنقاض أو المساحات العارية في مكان القرى والمدن الساحلية السابقة.