في الحادي والعشرين من شهر مايو عام 1792، اجتاحت موجة تسونامي هائلة سواحل خليج شيمابارا في جزيرة كيوشو اليابانية، مخلفةً وراءها مشهداً مروعاً من الدمار والخراب. كان السبب وراء هذه الكارثة الطبيعية الرهيبة ثورة بركانية هائلة، حيث تعرض بركان أونزن (في محافظة ناغاساكي على جزيرة كيوشو) لثورة عنيفة استمرت لأربعة أشهر في فصل الشتاء الذي سبق الحادث.
تسببت الثورة البركانية في انهيار جبل ماياما بشكل مدمر على السفوح الجنوبية الشاهقة، حيث انهارت مساحة تبلغ حوالي 2 كيلومتر مربع، محدثة انهياراً ضخماً في المنطقة. وتداعت الصخور والأتربة المنهارة الموانئ في شيمابارا وأنتوكو، حيث غمرت المنطقة الجنوبية لمدينة شيمابارا بطبقة من الصخور والتربة بعمق يتراوح بين عدة عشرات من السنتيمترات و3 أمتار.
رافق انهيار الجبل موجة تسونامي عملاقة، تجاوز ارتفاعها في بعض الأماكن 6-9 أمتار في خليج شيمابارا، وتقدر ارتفاع الموجة بين 35 و 55 مترا في شيمابارا. وانتشرت الدمار على طول ساحل الخليج على مسافة 75 كيلومترا، حيث غمرت الموجة المنازل والقلاع في المدن الساحلية، وغمرت الحقول في 17 قرية. وفي المجمل، تم تدمير 380 منزلا؛ ولقي 9745 شخصا حتفهم أو فقدوا دون أثر، وأصيب 707 آخرون نتيجة للتسونامي والانهيار؛ وقضى 496 رأس من الماشية.
تسببت الموجة المدمرة أيضا في تدمير هائل على الشاطئ الآخر من خليج شيمابارا، في محافظة كوماموتو، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 1100 في منطقة أشيكيتا، و4000 في المناطق المجاورة من أوتو وتامانا. كما تسببت الموجة في غرق 343 شخصا على جزر أماكوسا.
وقد سجلت الحصيلة الإجمالية للضحايا بحوالي 15،000 شخص، حيث قضى حوالي 5000 شخص بسبب التسونامي على الساحل الشرقي للخليج. تختلف الأرقام حول عدد الوفيات، ولكن يتفق المصادر المختلفة على أن الكارثة أودت بحياة الآلاف وتركت خلفها دمارا هائلا وحزنا عميقا يعصف بقلوب السكان ويحفر في ذاكرتهم ذكرى تلك اللحظات المروعة.