في الرابع والعشرين من أبريل عام 1771، وفي تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، هز زلزال قوي جزر ريوكيو، الموجودة في اليابان، مما أدى إلى وقوع كارثة بحجم هائل لا يُصدق. تأتي هذه الكارثة بتزامن هبوب تسونامي مدمر، وتباينت شدته على الأماكن المختلفة التي أثر عليها. ففي جزر كومي وكيراما، الواقعة على بُعد 350 كيلومتراً شمال شرق مركز الزلزال، كانت الأمواج التسونامية ضعيفة. بينما لم تشهد جزر يوناغوني، الواقعة على بُعد حوالي 180 كيلومتراً جنوب غرب المركز، وجزر هاتيروما وإيريوموتي التي تحمي شواطئها بالشعاب المرجانية، دماراً كبيراً.
أما الجزر المتضررة بشكل كبير فكانت جزر إيشيغاكي، تاكيتومي، كوروشيما، أراغوسوكو، مياكو، إيرابو، تاراما، وميزونا التي تقع على مسافة قريبة من مركز الزلزال، حيث وقعت الكثير من الخسائر وتم تسجيل عدد كبير من الضحايا. وقد بلغت الأضرار الناجمة عن الأمواج على جزيرتي إيشيغاكي ومياكو نفس المستوى. ومع ذلك، كانت البيانات الكمية حول ارتفاع الأمواج على هذه الجزر متناقضة. في الأدب الياباني، يُستخدم عادة وحدات الشاكو (30.3 سم) والجو (3.03 متر) كوحدة قياس للطول، ومن المرجح أنه تم الخلط بينهما في عدد من الحالات التي وصفت فيها التسونامي. حيث تم تسجيل ارتفاع موجة بلغ 10.5 أمتار على مياكو و11.4 متر على إيشيغاكي.
ومن المؤشرات على ارتفاع منسوب المياه على جزيرة إيشيغاكي أيضًا أنه تم نقل حجر كبير يزن 750 طنًا إلى ارتفاع 15 مترًا. وتم ملاحظة ثلاث موجات تسونامية على كل من الجزيرتين لمدة 2 ساعة؛ لذا يمكن أن نفترض أن فترة الموجات كانت حوالي 30-40 دقيقة.
وعلى جزيرة مياكو والجزر المجاورة لها، فُقد 1,054 منازل وتوفي 2,548 شخصًا. وعانت القرى الواقعة على الساحل الهادئ لجزر مياكو وإيرابو بشكل كبير جدًا، حيث تم تدمير المنازل والسدود الحجرية والأشجار، وتم تجويف الحقول. أما على جزر تاراما وميزونا، فقد تم غسل كل شيء تمامًا وتسويته في القرى بالكامل.
وبلغت الموجة التسونامية إلى جزيرة إيشيغاكي والجزر المجاورة لها من الجنوب الشرقي، حيث تم غسل القرى مايزاتو، أوهامي، ميارا، شيراهو، توزاتو، إباروما، وياسورا، الموجودة على الساحل الشرقي، بالكامل. وتم غسل أكثر من نصف المنازل في قرى إيشيغاكي، شينكاوا، توياشيرو، وهيراي، على الجانب الجنوبي للجزر.
كما تم تسجيل دمار مماثل على جزر كوروشيما وأراغوسوكو، حيث تم غسل 2,123 منزلاً وتوفي 9,393 شخصًا.
وفي مجموع الجزر الريوكيو، غسل هذا التسونامي 3,137 منزلاً ودمرها، وأدى إلى وفاة 11,941 شخصًا. حيث كان متوسط الوفيات أربعة أشخاص لكل منزل غُسِلَ على جزيرة إيشيغاكي، و2.5 شخص لكل منزل غُسِلَ على جزيرة مياكو.
وتأتي هذه الحادثة كتذكير مرير بقوة الطبيعة وقدرتها على تغيير حياة البشر في لحظات مفاجئة، محملة بالألم والخسائر التي يصعب تصورها.