في الخامس والعشرين من نوفمبر لعام 1852، حيث تجتاح الشمس ببطء غرب البحر الهادئ، وعندما يكون العالم في سكون نسبي، يهز زلزال مدمر قاع البحر بقوة تصل إلى 8.3 درجات على مقياس ريختر، في موقعٍ يقع على خط العرض -5.25 وخط الطول 129.75، في بحر باندا، بالقرب من سواحل إندونيسيا. يعد هذا الزلزال النابض بالحياة بمثابة منبع للرعب والدمار، إذ يرافقه موجات تسونامي هائلة تتلاطم بعنف على السواحل المجاورة.
في جزيرة نيرا، تتوالى الصدمات الرأسية القوية، لتتحول سريعًا إلى تذبذبات متموجة متزايدة القوة، تستمر لمدة خمس دقائق متواصلة. وفي باندانيرا، بعد ربع ساعة من الزلزال، يتصاعد البحر ويتجه السكان بحالة من الخوف إلى التلال، حيث يتراوح مد وجزر البحر بين الجفاف السريع والامتلاء بالمياه بشكل متقطع. تعانق سفينة راسية بالمرساة على عمق 9 أمتار القاع مرتين، وفقًا لشهادة قبطان البريغ “هاي”، الذي كانت سفينته راسية بالمرساة بعمق 11 متراً بين جزيرتي نيرا ولونثور قبل وقوع الزلزال، حيث كانت طول سلسلة المرساة 65 مترًا. تجتاح موجات البحر بسرعة هائلة إلى الجنوب الشرقي في الساعة 8:10، حيث ينحسر الماء بشكل لا يصدق بينما تتراجع المياه بينما كانت تحوم حولها البرواق التي تركت قبل دقائق قليلة على قاع جاف. ثم تعاود المياه الارتفاع مرة أخرى بسرعة أكبر، لتجرف وتدمر كل شيء في طريقها. بعد عشرين دقيقة، يرتفع مستوى المياه مرة أخرى، وعمقها يصل إلى 14.5 متر. في هذه المرة، تكونت الموجة بقوة ورعب أكبر، حيث غمرت الموجة المرفأ والجدار الحامي، حيث كان معظم طواقم البرواق قد لجأوا إليها، وجرفتهم. تكونت أمواجٌ مرعبة مرة أخرى بنفس الفترة، وتكرر هذا المشهد مرات عدة، حيث بدأت التذبذبات في المستوى في التلاشي عند الساعة 10:30.
ولكن لم يشهد الساحل الشمالي لجزيرة نيرا أو الساحل الجنوبي لجزيرة لونثور أية تذبذبات بحرية ملحوظة. في جزيرة آي، ارتفع منسوب المياه بمتر عن مستوى المد العادي، وفي أمبون، تجاوز منسوب المياه مستوى المد العادي بحوالي 20 سم. وفي جزيرة ساباروا، بلغ ارتفاع الأمواج ثلاثة أمتار فوق مستوى أعلى مد. وشهدت جميع هذه الأحداث فيضانًا بينما كان الناس يتحلون بالشجاعة في مواجهته.
لكن الدمار لم يقتصر على السواحل المحلية فحسب، بل امتد إلى الجزر المجاورة، حيث تأثرت العديد من المستوطنات الساحلية بالتسونامي، من جزيرة هاروكو إلى جزيرة سيرام. وفي عام 1853، تم اكتشاف تغيرات طبوغرافية كبيرة بين جزيرة كاي وجزيرتي بولو بيسانج، والتي تنتمي إلى نفس المجموعة. وقد عزا هؤلاء التغيرات إلى الزلزال وتسونامي نوفمبر 1852. وظل سطح هذه الجزر ناعمًا وله لون ذهبي أصفر. وتم اكتشاف ثلاث جزر صغيرة جديدة بين جزيرة تاياندو وجزيرة كايمر، وكانت مكونة من قطع من الشعاب المرجانية والرمال الصفراء. وفي عام 1854، تم اكتشاف جزيرة جديدة بين جزيرتي بولو إرجودان وبولو هودين. وقد كانت الجزيرة مستديرة الشكل، بقطر يبلغ 250 مترًا، وكانت تبرز فوق بنك بعمق لا يتجاوز 2 مترًا. وكانت مصنوعة من الطين ومغطاة بالأشجار.
فيما يتعلق بالآثار البعيدة لهذه الكارثة الطبيعية، فقد لوحظت تسونامي عام 1852 في جزر كارولين.
وفي الخامس والعشرين من نوفمبر (16، 23)، 1852، في الساعة 6:42 [بالتوقيت المحلي]. في سورابايا، كانت هناك صدمات خفيفة، شعر بها أيضًا في سيمارانغ وباسوروان. وكانت هناك صدمة ضعيفة في سومينيب. وكانت الزلازل مصحوبة بحركات للمياه من الشمال إلى الجنوب في بحيرة غراتي (منطقة باسوروان).