في يوم الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2002، وقعت واحدة من أكثر الحوادث المؤلمة في تاريخ الطيران في مدينة إيفيليث بولاية مينيسوتا الأمريكية. كانت رحلة خاصة تابعة لشركة “أفييشن شارتر – الطيران الشخصي”، وكانت متجهة من سانت بول إلى إيفيليث، وكانت تقل على متنها ثمانية أشخاص. ومن المؤسف أن جميع ركاب الطائرة، البالغ عددهم ثمانية، لقوا حتفهم في هذا الحادث المأساوي.
الطائرة المعنية بالحادث كانت من طراز “بيتشكرافت كينج إير A100″، والتي كانت مسجلة برقم N41BE ورقم التسلسل B-245. وكانت الطائرة تقترب من مطار إيفيليث-فيرجينيا البلدي، حيث كان من المقرر أن تهبط، ولكنها تحطمت واندلعت النيران بها في منطقة مغطاة بالأشجار على بعد مسافة 2 ميل من المطار.
كانت الظروف الجوية في ذلك الوقت غير مواتية، حيث كانت الرؤية محدودة إلى مسافة 2 ميل بسبب الأمطار المتجمدة وتساقط الثلوج الخفيفة والضباب الخفيف. ومن بين الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث المروع كان السيناتور من ولاية مينيسوتا، بول ويلستون، البالغ من العمر 58 عاماً، بالإضافة إلى زوجته وابنته وثلاثة من موظفيه وطاقم الطائرة المؤلف من اثنين.
تبين من التحقيقات أن أسباب الحادث تعود إلى خطأ من الطاقم الطيراني، حيث فشلوا في مراقبة سرعة الطائرة خلال مراحل الهبوط، مما أدى إلى انخفاضها إلى مستوى خطير والبقاء دون السرعة الموصى بها للهبوط لمدة تزيد عن 50 ثانية. كما أنهم لم يدركوا أن الطائرة على وشك الدخول في حالة تعليق، وسمحوا للطائرة بالدخول في حالة تعليق لم يتمكنوا من الخروج منها. كان من الواجب عليهم أن يقوموا بالتحليق من جديد، ولكنهم لم يقوموا بذلك.
هذا الحادث يعتبر تذكيراً مؤلماً بأهمية تطبيق إجراءات السلامة الجوية وضرورة مراقبة الظروف الجوية والأداء الطيراني بدقة خلال كل مرحلة من مراحل الرحلة. ويظل تذكيراً بأهمية تحذير الطواقم الطيرانية من خطر الانخفاض في سرعة الطائرة وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب الحوادث المأساوية.