في الثامن من مايو عام 1984، وعلى متن طائرة تابعة لشركة “بنغلاديش بيمان”، والتي كانت تقوم برحلة من مدينة تشيتاغونغ باتنغا إلى العاصمة داكا في بنغلاديش، حدثت واحدة من أكثر الكوارث حزنًا في تاريخ الطيران في هذا البلد. الطائرة كانت من طراز “فوكر إف-27 فريندشيب 600″، وكانت تحمل الرقم التسلسلي 10453 والتسجيل S2-ABJ. كان على متنها 49 شخصا، وللأسف، جميعهم لقوا حتفهم في هذا الحادث المروع.
تعود أحداث الحادث عندما كانت الطائرة تقترب للهبوط في مطار داكا بعد رحلة قصيرة من تشيتاغونغ باتنغا. وفي محاولتها الأولى للهبوط، قامت الطائرة بمحاولة إعادة الصعود (“Go-around”) بعد أن لم تتمكن من الهبوط بنجاح. وبينما كانت تقوم بمحاولتها الثانية للهبوط، حدثت الكارثة المأساوية. فقد تحطمت الطائرة في الماء على بعد حوالي 1800 قدم قبل البستان على مدرج المطار أثناء المحاولة الثانية للهبوط. وبسبب هذا الحادث، لم ينج أيٌ من ركاب الطائرة، حيث لقوا مصرعهم جميعا.
تشير التقارير الرسمية إلى أن الطائرة كانت تقوم بتنفيذ إجراءات الهبوط باستخدام نظام الملاحة VOR، وهو نظام معترف به عالميا لتحديد المواقع. ولكن، وعلى الرغم من المحاولات اليائسة لطاقم الطائرة لإنقاذ الحادث، فإنهم لم يتمكنوا من تجنب الكارثة.
تلقت سلطات الطيران في بنغلاديش تقارير مفصلة حول الحادث، وشملت التحقيقات أسباب الحادث، وتحليل سلوك الطاقم، وأي عوامل خارجية قد تكون قد ساهمت في الواقعة. وبناءً على النتائج التي توصلت إليها التحقيقات، تم اتخاذ إجراءات لتحسين سلامة الطيران في البلاد، بما في ذلك تعزيز التدريب وتطوير إجراءات السلامة في مطارات بنغلاديش.
يظل هذا الحادث تذكيرا مؤلما بأهمية الامتثال لأعلى معايير السلامة في صناعة الطيران، وبأهمية التدريب المستمر لطواقم الطائرات وضرورة البقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة أي ظروف طارئة قد تطرأ أثناء الرحلات الجوية.