في العاشر من أبريل عام 1815، شهد العالم حدثًا كارثيًا غير مسبوق، حيث ثار بركان تامبورا على جزيرة سومباوا في إندونيسيا، والذي كان يعتبر مخمداً في السابق. كانت هذه الثوران هي الأقوى في العصور التاريخية في إندونيسيا، وقد ترافقت مع تقلبات كبيرة في مستوى سطح البحر.
بدأ الانفجار في الأول من أبريل، حيث سُمعت دويُّ المدافع في منطقة باجووانجي بجزيرة جاوة، وكأنها طلقات رعدية بعيدة. واستمرت هذه الحالة حتى صباح الثاني من أبريل، حيث بدأت تساقط الرماد بخفة في الصباح، ثم بدأت الانفجارات المتكررة تسمع بفواصل زمنية قصيرة.
وبلغت الثوران ذروتها في مساء العاشر من أبريل، حيث ارتفعت عموداً ضخماً من الدخان فوق البركان وبدا أن الجبل بأكمله يطلق اللهب. وسرعان ما اختفى البركان وكل ما يحدث هناك في سحابة كثيفة من الدخان.
كان صوت الانفجار مرتفعًا بما يكفي ليُسمع على مسافة هائلة: من بينجكولو وجزيرة بانكا في الغرب إلى جزيرة تيرناتي في الشرق. في سورابايا، أدت الأمواج الهوائية إلى اقتلاع الأشجار وتدمير جدران المنازل وإسقاط الناس والحيوانات. وشعر الناس بالارتجاج بشكل أكبر أو أقل في مناطق مثل بانجووانجي وسومينيب وسوراكارتا وريمبانج وربما في جنوب شرق جزيرة كاليمانتان وفي ماكاسار وجزيرة فلوريس.
حيث تغطت الرماد والحمم الساخنة المشتعلة جميع مناطق جزيرة سومباوا ومساحة كبيرة من الماء المجاورة. وانهارت المباني تحت هذا الحمل. وتحولت الجزيرة الجميلة سابقًا إلى صحراء قاحلة. ومن بين 12،000 نسمة، نجا فقط 26 شخصًا. في الجزيرة المجاورة لومبوك، بلغت سماكة طبقة الرماد 0.5 متر، وكانت طبقة مماثلة من الرماد تطفو في البحر غرب جزيرة سومباوا في الثاني عشر من أبريل. وفي جاوة، كان تساقط الرماد كثيفًا بحيث سادت الظلام التام. وسقط الرماد على جاوة على بعد 550 كيلومترًا من البركان؛ وسقط أيضًا على جزيرة سولاويسي في أمبون. ومن هذا يمكن استنتاج أن الرماد تم طرده إلى ارتفاع كبير جدًا، فإذا لم يكن الأمر كذلك لكان سيُحمل بالرياح التجارية إلى الغرب فقط.
وفي العاشر من أبريل، ومع هدوء الطقس، ارتفعت البحر قبالة سواحل جزيرة سومباوا فجأة إلى ارتفاع يتراوح بين 0.5 و 3.5 متر. واندفعت أمواج كبيرة إلى مصبات الأنهار ثم انسحبت فورًا. حيث تم غسل منازل وأشجار هنا وهناك. وفي بيما، غمرت المياه أرضيات المنازل بمقدار 0.3 متر. وتمزقت جميع القوارب والمراكب من مراسيها وألقيت على الشاطئ. وانخفضت الساحل عند بركان تامبورا بحيث ظهرت مياه بعمق 5-6 أمتار في مكان الأرض.
وسُجلت تقلبات قصيرة المدى في مستوى سطح البحر على جزيرتي سولاويسي وجاوة. وفي سومينيب، في الحادي عشر من أبريل في السابعة مساءً خلال جزر الجزيرة، جعلت مدَّة المد البحري للمياه من الخليج النهر يرتفع بمقدار 1-1.5 متر؛ ثم انخفض المستوى لمدة 4 دقائق.
واستمرت انفجارات البركان، التي رافقها ارتجاجات قوية، عدة أيام أخرى. وانتهت الثوران أخيرًا في الخامس عشر من يوليو.
بشكل مباشر، يُعتقد أن حوالي 11،000 شخص لقوا حتفهم نتيجة للتأثيرات الفورية للقنابل وسقوط الحمم البركانية والتسونامي؛ كما يشير العمل الأخير إلى أن التدفقات الحممية البركانية وصلت إلى جميع الاتجاهات باستثناء الساحل الغربي وربما تسببت في معظم الوفيات المباشرة في سومباوا.
وبشكل غير مباشر، فقد توفي حوالي 49،000 شخص نتيجة للجوع والأمراض على جزيرتي سومباوا ولومبوك بعد الثوران. وتعوض هذه الأرقام التقديرات السابقة التي بلغت 82،000.