في الثامن من سبتمبر عام 1974، كانت السماء فوق منطقة ديماس في سوريا مسرحًا لواحدة من الكوارث الجوية التي أحزنت العديد من الأرواح. في تلك اليوم المشؤوم، كانت الطائرة من طراز دي هافيلاند كندا دي إتش سي-5 بافلو، مرتفعة في السماء، حاملة على متنها تسعة أفراد، بينهم طاقم عسكري من سلاح الجو الكندي، كانوا في طريقهم من بيروت في لبنان إلى دمشق في سوريا، في رحلة روتينية تابعة للأمم المتحدة.
لم تكن الطائرة تعرف بالخطر الذي ينتظرها، ولكن الأقدار كانت تخطط لمصير مختلف. فبينما كانت تتجاوز سلسلة جبال لبنان الشرقية، تم رصدها على الرادار السوري، وبدأت المشكلة تتفاقم. باتجاهها نحو قرية ديماس، جاء القرار المأساوي بإطلاق صواريخ أرض – جو عليها، ولم يكن هناك مجال للتراجع.
بدأت الصواريخ في اقترابها بسرعة مخيفة، وفي لحظة من الدهشة والفزع، تلقى الطيارون الإنذار، لكن الوقت كان قصيرًا جدًا. فجأة، اصطدمت إحدى الصواريخ بالطائرة بشدة هائلة، محطمة إياها بلا رحمة. لم تكن هناك فرصة للنجاة، وتحولت الأجواء المشمسة إلى مشهد يعبس من الدمار والحزن.
تم فقد جميع من كانوا على متن الطائرة في هذه الكارثة الجوية، حيث بلغ عدد الضحايا تسعة أشخاص، جميعهم فارقوا الحياة في تلك اللحظة القاسية. الأمل والتفاؤل اندثرا، وساد الحزن والألم في القلوب المنكوبة.
رحلة مجدية ومهمة تحولت إلى كارثة مأساوية، وتبقى ذكراها محفورة في ذاكرة الطيران والأمن الجوي، مذكرة بأهمية اليقظة والحذر في كل تحليق، وبضرورة العمل المشترك لضمان سلامة الرحلات وحماية الأرواح.