في كفّ الزمان الذي يتخبط في خيوطه الحروب والصراعات، يتجلى كتاب “قمح في كف أنثى” للشاعر الفلسطيني إياس يوسف ناصر كمصدر للإلهام والتأمل. يتميز هذا العمل الشعري بأنه مجموعة من القصائد الغنية، التي تجمع بين الضامن والأغراض، لتصنع تجربة فريدة وعميقة للقارئ.
يبدأ الشاعر رحلته الأدبية في أعماق الشعر العربي بأسلوبه الخاص، حيث يعتمد على قالب الشعر العودي، المعروف بالموزون القفى، ليخلق تناغماً موسيقياً يأسر الأذهان ويغوص في أعماق الوجدان. تتنوع قصائده بين الوجدانية والوطنية، مما يضفي على الكتاب طابعاً متنوعاً وشاملاً.
تستحضر صفحات “قمح في كف أنثى” القضايا الوطنية بمهارة فائقة، حيث يتناول الشاعر قضايا الشعب العربي الفلسطيني ويسلط الضوء على معاناته المستمرة. يتناول الكتاب بشكل خاص حادثة النكبة، محاكياً في كلماته النابضة حجم الألم والفقد الذي يعيشه الشعب. وبينما يعزف الشاعر على وتر الوجدان، يقدم للقارئ لحظات مؤثرة ترافقه في رحلة عبر تفاصيل الألم والأمل في قلب الحرب.
تتألق صفحات هذا الكتاب بلغة فنية راقية، حيث يمزج الشاعر بين الصور الشاعرية والرموز، مخلقاً لوحة أدبية تتناغم مع واقع معاناة الشعب. تتحول الكلمات إلى مرآة تعكس جمال الصمود والإصرار في وجه التحديات.
يتألق “قمح في كف أنثى” بـ 104 صفحة من الفخامة الأدبية، حيث يقع القارئ في شباك الشعر الفلسطيني العميق ويتركز على الأسرة والطفل كموضوع رئيسي. يتيح للقارئ فهم عمق العلاقات الإنسانية في ظل الظروف الصعبة ويعكس قيم العائلة والطفولة بشكل فريد.
يأتي هذا الكتاب من إنتاج المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مما يعزز مصداقيته وجودته. الغلاف الورقي يضيف للكتاب لمسة فنية تتناغم مع محتواه العميق وتضفي عليه جاذبية إضافية.
باختصار، يعد كتاب “قمح في كف أنثى” إضافة قيمة إلى المشهد الأدبي العربي، حيث ينقل القارئ إلى عالم من المشاعر والأفكار المعقدة، مستلهماً من واقع يعيشه الشعب الفلسطيني.