يعتبر كتاب “قلب الروح: الوعي العاطفي” من الأعمال البارزة التي تجمع بين الفهم النفسي العميق والروحانيّة المتأمّلة، والتي جذبت بالفعل ملايين القراء لمؤلفيه، غاري زوكاف وليندا فرانسيس. إذ يقدّم هذا الكتاب مزيجاً نادراً من الرؤى النفسية والروحانية، ويركز بشكل خاص على أهمية الوعي العاطفي في تطويرنا الروحي.
في كتبه السابقة، مثل “مقعد الروح” و”قصص الروح”، قدّم زوكاف مفاهيمه الأساسية ببراعة، مشرحاً كيف أن توسّع إدراك الإنسان لأبعاد الواقع المتجاوزة للحواس الخمسة يقود إلى فهم جديد للقوة كما هو “القوة الأصيلة” التي تتمثّل في تناغم الشخصية مع الروح. وفي “قصص الروح”، أظهر كيف أن مثل هذه المفاهيم كالتناغم والتعاون والمشاركة والتقدير للحياة تعبّر عن نفسها في حياة الآخرين.
وفي “قلب الروح”، يأخذ زوكاف وفرانسيس خطوة كبيرة إلى الأمام في توضيح أهمية الوعي العاطفي في تطبيق هذه المفاهيم على حياتنا اليومية. يظهر الكتاب كيف يُحدّث الوعي العاطفي الحقيقي تحولاً في تجربة الإنسان، ورغم أن تطوير الوعي العاطفي يعدّ تحدياً صعباً لأنه يتطلّب أن نصبح على علم بألمنا العاطفي الذي نحتجزه، إلا أنه أيضاً مجزٍ بشكل هائل.
فالكتاب يعرض لنا كيف نتحرر من الغرائز والأفكار الهاجسة والإدمانات التي تمنعنا من العيش حياة مفعمة بالمعنى والإشباع. كما يوفّر للقارئ الأدوات الضرورية لاستبدال الرغبة في تجنّب المشاعر الأليمة بالرغبة في استكشاف كل جانب من جوانب الوعي، وتنمية الأجزاء الأكثر إسهاماً في أنفسنا لصالح الحياة.
إن الوعي العاطفي، أي أن نكون على علم بكل ما نشعر به في كل لحظة، هو من أصعب المهام التي يمكننا أن نقوم بها. كما يشير زوكاف في الكتاب، “أطول رحلة ستقوم بها في حياتك هي من رأسك إلى قلبك.” ولكلٍ منّا، هذه هي الرحلة اللانهائية نحو النمو الروحي – نحو الكمال والحكمة والرأفة – والشفاء الذي سيسمح لنا بتحقيق إمكاناتنا الكاملة.
لا يتجاهل زوكاف وفرانسيس العنف والدمار الذي يعمّ عالمنا، لكنهم يدركون وعياً جديداً ينشأ والذي يمتلك القدرة على تحويله. “قلب الروح” سيكون كشفاً قوياً، يمكّن القراء من التعرف على الوعي العاطفي كمكوّن أساسي في إبداع القوة الأصيلة. مليء بالأدوات المفيدة والممارسات الممكّنة والرسومات المقنعة، “قلب الروح” هو عمل يمكن أن يغيّر حياتنا للأفضل. إنه كتاب يستحق القراءة وإعادة القراءة مراراً وتكراراً.