“قلب الأرض: سجل ذاتي”، من تأليف إيفان دويغ، هو عمل أدبي يتجلى فيه صدى قوي لقصة عائلية ومصيرها، ويشكل هذا الكتاب رفيقًا مناسبًا للسيرة الذاتية الكلاسيكية لإيفان دويغ، “هذا البيت من السماء”. يندرج السرد في إطار الحرب العالمية الثانية والأراضي الأمريكية قبلها وبعدها، حيث يتناول هذا السرد الرائع قصة عائلة دويغ ورحلتها من مشروع سكني للدفاع في أريزونا في زمن الازدهار إلى المناطق الجبلية في ولاية مونتانا التي تعد مسقط رأسهم.
تتطور الحكاية بشكل درامي يحمل بين طياته الكثير من الوقائع الحقيقية التي تشكل نسيج الحياة. نجد هنا أمًا مغامرة تعود بشكل معجز إلى الحياة من خلال خطاباتها الحربية العاطفية بعد أن كان كل شيء فيها “لم يكن سوى ذكريات الطفولة البعيدة، نصف تذكرات تمحى بفعل السنوات الكثيرة”. والأب الذي ينبعث منه “زنين متوتر كسلك الرياح” ويسعى بروح الروح الجادة لجعل عائلته آمنة ضد الظروف الصعبة. وهناك طفل، “حساس ومتأنق، متعصب وحالم”، يتعلم في وقت مبكر كيف يتسلل إلى عالم البالغين المليء بالدراما عن طريق “الوقوف في الخلف والتجوال بأذنيه”.
“في تلك الشتاء الأخيرة من الحرب، كانت تعلم كيف تستخدم الحبر عن كثب”، بهذه الكلمات يبدأ هذا الدمج الغير تقليدي بين السيرة الذاتية المؤثرة والمهارات السردية. كما هو الحال دائمًا في كتابات إيفان دويغ، فإن أبرياء الجملة لديها فخ الشعر. “قلب الأرض” هو الكتاب الأكثر تخيّلًا – وتأثيرًا – حتى الآن من قبل هذا الكاتب، الذي وصفته صحيفة واشنطن بوست بأنه “يجعل القراء يتذكرون لماذا يحبون القراءة، ويذكر الكتّاب بسبب ماذا أرادوا الكتابة في المقام الأول”.
يتناول الكتاب في فئة الرواية العامة والخيال، وقد نشرته دار النشر أثينيوم في شهر سبتمبر من عام 1993.