في عام 2009، رأى النور كتاب يحمل عنوان “بائعة الكليجا”، وهو من تأليف الكاتب الموهوب محمد أبو مالح. تأتي هذه الرواية كشهادة حية على القصص النبيلة والمؤثرة التي تتكرر في تاريخ كل مجتمع، حيث تركز على قصة فريدة تعبر عن تضحية الأم وبذلها في سبيل توفير كل سبل الراحة والحياة الكريمة لأبنائها.
الرواية تتناول قصة حياة أم أرملة، تختار أن تظل بلا زوج لتكرس نفسها لتربية أبنائها. تتناول الرواية العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية، حيث تسلط الضوء على معاناة الأم الوحيدة في بناء حياة مستقرة لأسرتها في ظل غياب الشريك. تتمحور الأحداث حول بحث الأم الأرملة عن فرص عمل ومشاريع صغيرة لتوفير لقمة العيش لأبنائها، مما يجسد بجلاء التحديات التي تواجه المرأة في مجتمعنا.
يُشير عنوان الكتاب إلى حرفية البيع، حيث تكون الكليجا رمزاً للعمل الجاد والتحديات التي يمكن أن تواجه أي فرد يسعى لتحسين وضعه المعيشي. يُظهر الكاتب من خلال أسلوبه الرائع كيف يمكن للإرادة القوية وروح التحمل أن تساهم في تجاوز الصعوبات والتغلب على الظروف الصعبة.
“بائعة الكليجا” يصدر عن دار رواية للنشر والتوزيع، والتي تثبت مرة أخرى تفردها في اختيار الأعمال الأدبية التي تتنوع في مضامينها وتلامس القلوب. الكتاب يمتد على 106 صفحة، يقدم رحلة أدبية مميزة تجسد الحياة بشكل واقعي وملهم.
تكمن قوة هذه الرواية في قدرتها على نقل القارئ إلى عالم الشخصيات والأحداث بطريقة ملموسة، حيث يتفاعل القارئ مع صراعات الشخصيات ويشعر بالمشاعر الجياشة التي تنبعث من صفحاتها. “بائعة الكليجا” تثبت أن الأدب ليس مجرد كلمات على الورق، بل هو نافذة تفتح على عوالم متنوعة، تعكس تجارب البشر وتلمس أوجاعهم وأفراحهم.
في النهاية، يعتبر هذا العمل إضافة قيمة إلى فن الكتابة العربي، حيث يمزج بين الواقعية والمأساة بأسلوب يجعل القارئ ينغمس بعمق في أحداثه. “بائعة الكليجا”، بغلافه الورقي الجذاب، تمثل رحلة فريدة من نوعها في عالم الأدب العربي.