في كتاب “قصة غرايسي المذهلة: حكاية كلب”، يروي لنا دان داي ومارك بيكلوف، بالتعاون مع الرسامة ميغ كونديف، قصة حب فريدة ومؤثرة بين الإنسان وكلبه. تبدأ القصة في منزل مليء بكلاب الدانماركي العظيم، حيث كانت الجراء تتنافس في النباح واللعب باستثناء جرو واحد كان يرتجف في الزاوية. هذه كانت غرايسي.
غرايسي، التي كانت تبدو وكأنها تتحدث بوضوح، رفعت رأسها نحو دان داي عندما اقترب منها، وكأنها تقول له: “أنت تعلم أنني هي. الآن أخرجني من هنا!” ومن هنا بدأت حكاية مليئة بالمواقف المضحكة، المؤثرة، والعاطفية، التي ألهمت الكثير من محبي الكلاب.
في صباحها الأول في منزل دان، رآها تتراكض حوله في الفناء المغطى بالثلوج، في مشهد لا يُنسى. ثم بدأت غرايسي رحلتها في محاولة إثبات نفسها أمام شقيقتيها بالتبني، دوتي الدالماسي وسارة اللابرادور السوداء، لتظهر أنها جزء من العائلة بالفعل. ومن ثم، تتطور القصة إلى رومانسية غير متوقعة بين غرايسي وكلب بوسطن تيرير صغير يدعى بايرون، الذي كان يأتي من الجانب الخطأ من السور.
إحدى أكثر اللحظات تأثيراً في الكتاب هي عندما تبدأ غرايسي في مواجهة مشاكل صحية تهدد حياتها. بدأت تظهر عليها أعراض فقدان الشهية، مما دفع دان داي لتعلم الطبخ من أجل إعداد وجبات تلائم حالتها الصحية. في غضون ثلاثة أيام، كان دان يخبز لها الكعكات التي ستعيد شهيتها وتكون الشرارة التي أدت إلى تأسيس مخبز “ثري دوج بيكري” الذي غير حياتهم إلى الأبد.
القصة ليست مجرد حكاية عن كلب، بل هي درس في الشجاعة، التعاطف، اللطف، الروح، المثابرة، وقبل كل شيء، الفرح. هذه الصفات كانت غرايسي تملكها بوفرة، وشاركتها مع كل من حالفه الحظ للقاءها، سواء كانوا بشرًا أم كلابًا.
الكتاب ينتمي إلى فئة كتب الحيوانات الأليفة، وتحديدًا الكلاب، وتم نشره بواسطة دار “وركمان للنشر” في شهر سبتمبر من عام 2000. يحكي الكتاب بمهارة كيف يمكن لحيوان أليف أن يكون له تأثير عميق ودائم على حياة البشر، وكيف يمكن للحب والرعاية أن يغيرا مسار الحياة للأفضل.
“قصة غرايسي المذهلة” هو كتاب يلامس القلوب ويثير الضحكات، ويمثل شهادة على العلاقة الاستثنائية التي يمكن أن تنشأ بين الإنسان والحيوان. إنه تذكرة بأن الشجاعة والحنان والتفاني يمكن أن يأتي من أصغر الكائنات، وأن الحب يمكن أن يغير الحياة بطرق لم نكن نتوقعها أبداً. هذه الحكاية المؤثرة ستظل في أذهان قرائها طويلاً، وتلهم كل من قرأها بأن يجد الفرح في أبسط اللحظات، وأن يكون مصدرًا للخير واللطف في العالم.