في كتاب “رحلتي: من مزرعة في آيوا إلى كاتدرائية الأحلام” للدكتور روبرت هارولد شولر، يقدم لنا الكثير من الحكايات الرائعة التي تمس قلوبنا وتحرك أرواحنا، حيث تتخلل هذه السيرة الذاتية بصدق مدهش. يروي لنا الدكتور شولر قصته المؤثرة، بدءًا من طفولته على مزرعة عائلته في مجتمع هولندي صغير في آيوا خلال فترة الكساد الاقتصادي، وصولاً إلى قيادته لوزارة دولية تضم ملايين الأعضاء.
ولد الدكتور شولر في بيئة متواضعة، وتربى في بيت ضيق الحال، حيث كان على العائلة العمل بجد للتغلب على الجفاف والإعصار والكساد الاقتصادي. كانت تلك الفترة تجسدًا لروح الصمود والتحدي. ومنذ صغره، علم الدكتور شولر أنه يريد أن يصبح قسيسًا. حينما كان يدرس في مدرسة صغيرة تحتضن فصولها داخل غرفة واحدة، شعر بقوة رسالته وتفاؤله.
يصف الدكتور شولر لنا أوقاته في المدرسة والجامعة، وكيف اكتشف رسالة الفرح والأمل في أعمال جون كالفن، وهو ما غير مجرى حياته. ويروي لنا حماس زفافه، وتحديات كنيسته الأولى الصغيرة في شيكاغو، وقصة قدومه إلى جاردن غروف، كاليفورنيا، في عام ١٩٥٥ لتأسيس كنيسة في مسرح سينما مفتوح، وكيف نمت هذه الجماعة من ٥٠٠ دولار إلى كنيسة عالمية على الشاشة التلفزيونية وبناء “كاتدرائية الكريستال” المعروفة عالميا.
يتناول الدكتور شولر اللحظات الرئيسية التي أعطت حياته ورؤيته طابعها الملهم بصدق. بأسلوبه السردي الأسطوري، يعيد لنا الدكتور شولر إلى ثقافة الهولنديين الكالفينيين الصارمة التي نشأ فيها، حيث كان الرقص محرماً وكان الناس يحافظون حقًا على يوم السبت. ويصف لنا خطبه الأولى ونجاحاته في الدعوة إلى الإيمان من على سطح مقهى في مسرح السينما الذي استأجره، وكيف تم رفضه من قبل المحافظين في طائفته لجرأته في نقل الوعظ المسيحي إلى حدود لم يسبق لها أن وصلت إليها.
يشارك الدكتور شولر بأفكاره حول كيف ساعدته فلسفته في التفكير الإيجابي عبر اللحظات الصعبة في حياته، والتحديات الضخمة التي واجهها. كما يروي لنا لقاءاته مع كبار المعلمين في العالم مثل المبشرين نورمان فينسنت بيل وبيلي غراهام، وأطباء نفسيين مثل كارل مينينجر وفيكتور فرانكل، وشخصيات عالمية مثل ميخائيل غورباتشوف وويليام كلينتون وآرماند هامر، والممثل جون واين. ويشاركنا الدكتور شولر رحلته الروحية الشخصية مع تأملاته حول حياته الشخصية وعلاقاته، وكيف دمج بين بشارة الإنجيل وأفضل ما في علم النفس الحديث.
“رحلتي” هي قصة ملهمة وأمريكية بامتياز، وتعكس بشكل حقيقي الطابع الروحي للإنسان الذي يتحلى بالتفاؤل والإيمان.