ميلاد مؤسس سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي، الكولونيل هارلاند دافيد ساندرز، قد جاء في التاسع من شهر سبتمبر عام 1890 في بلدة هنريفيل بولاية إنديانا الأمريكية. كانت بداية حياته محطمة بفقدانه لوالده في عمر الست سنوات، حيث كان والده عاملاً في مناجم الفحم. مع انشغال والدته في العمل لتأمين لقمة عيش العائلة، وجد نفسه هارلاند مكلفاً برعاية أخيه وأخته الصغيرين، وكان على عاتقه أيضاً إعداد وجبات الطعام باستخدام وصفات ونصائح والدته.
في سبيل الكسب لقوت يومه، بدأ ساندرز عمله في الطهي في سن السابعة، وكان قد اتقن فنون إعداد الأطعمة الشهية، بما في ذلك الدجاج المقلي في الزيت. لكن لم تتوقف رحلته هنا، حيث عمل في مجالات متعددة منذ صباه، بدءًا من العمل في مزرعة مقابل دولارين شهريًا، وانتقل بعد سنتين للعمل في مزرعة أخرى بعد زواج والدته، ومن ثم خدم في الجيش الأمريكي في كوبا، وتنقل بين وظائف مختلفة كملقم فحم على متن قطار بخاري، وقائد عبارة نهرية، وبائع بوالص تأمين، وحتى محامٍ لفترة قصيرة.
كانت رحلة هارلاند دافيد ساندرز صعبة ومليئة بالتحديات، ولكنه استطاع أن يستفيد من تجاربه المختلفة. وفي سن الأربعين، بدأ ساندرز بطهي قطع الدجاج وبيعها لزبائن محطة الوقود التي كان يديرها في كوربين بولاية كنتاكي. توسعت شهرته تدريجياً، حتى أصبح يشغل منصب كبير الطهاة في فندق يضم مطعمًا يتسع لعدة أشخاص. ومع مرور التسع سنوات، أتقن ساندرز فن طهي الدجاج المقلي وضبط وصفته السرية المكونة من 11 نوعًا من التوابل، والتي أعطت الدجاج طعمًا يميزه عن غيره.
في عام 1952، بعد تجربة طويلة في طهي الدجاج وتطوير وصفته الفريدة، قرر ساندرز بيع عمله لمجموعة من المستثمرين مقابل مليوني دولار. ومع ذلك، لم يتقاعد ساندرز بل استمر في دوره كشريك رسمي ووجه إعلاني للشركة، واستمر في رحلته لتوسيع شهرة دجاج كنتاكي في جميع أنحاء الولايات المتحدة. رغم الصعاب والتحديات، استطاع الكولونيل هارلاند دافيد ساندرز أن يرسخ اسمه كرمز عالمي للدجاج المقلي، وهكذا بدأت رحلة نجاح سلسلة مطاعم كنتاكي الشهيرة.
المزيد من المعلومات
ميلاد الكولونيل ساندرز في سنة 1890 في بلدة هنريفيل، إنديانا، كانت بداية مشواره الريادي تحتلف بتنوعها وتعدد نشاطاته. بالإضافة إلى خبرته في مجال الطهي وتأسيسه لفحص مطعم دجاج كنتاكي الأصلي، كان لديه أيضًا تجارب مهنية متعددة.
بعد فترة في الجيش الأمريكي في كوبا، حيث قضى ستة أشهر، انتقل ساندرز بين وظائف مختلفة. عمل كملقم فحم على متن قطار بخاري، وشغل منصب قائد عبارة نهرية. درس القانون بالمراسلة ومارس المحاماة لفترة، وقام ببيع إطارات السيارات. كما تولى إدارة محطات الوقود، وكل هذه التجارب ساهمت في تنوع مهاراته واكتسابه لفهم عميق لأساسيات إدارة الأعمال.
في مرحلة لاحقة من حياته، وعندما بلغ سن السابعة والسبعين، قرر ساندرز بيع عمله في دجاج كنتاكي لمجموعة من المستثمرين. وبالرغم من هذه الخطوة، بقي ملتزمًا بالعمل مع الشركة وأصبح وجهًا إعلانيًا لها، مستمرًا في تسويق وتعزيز الماركة.
لم تكن رحلة الكولونيل ساندرز خالية من التحديات، وفي سنة 1964، وعندما كان في السبعين من عمره، قرر بيع كل ممتلكاته مقابل مبلغ قدره 2 مليون دولار. رغم ذلك، استمر في العمل كوجه إعلاني للشركة وتركَّز على كتابة سيرته الذاتية بعنوان “Life As I Have Known It Has Been Finger Lickin’ Good”، التي أضاءت على حياته المليئة بالتحديات والإنجازات.
بفضل رؤيته وإبداعه في مجال الطهي والريادة، أصبح اسم الكولونيل ساندرز رمزًا عالميًا للدجاج المقلي، ونجحت سلسلة مطاعم كنتاكي في الارتقاء إلى مكانة بارزة في صناعة الوجبات السريعة على مستوى العالم.