في كتاب “مساهمة قرض الإيجار في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر” الذي كتبته الباحثة سوسن زيرق، يتم استعراض وتحليل أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كعنصر أساسي في تحقيق التنمية الاقتصادية في الساحة الجزائرية. حيث تنظر الجزائر إلى هذه المؤسسات كوسيلة لتحفيز الاقتصاد وتحقيق النمو، وذلك على ضوء الخبرات العالمية التي أظهرت أهمية هذا القطاع في الدول المتقدمة.
تقف الجزائر، كغيرها من الدول النامية، أمام التحديات الاقتصادية التي تفرض عليها الاعتماد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كوسيلة للدخول في اقتصاد السوق. ويرى الكتاب أن هذا الاعتماد يعد بديلًا فعّالًا لمؤسسات القطاع العام، التي قد تكون معرضة للديون وتعاني من ضعف الأداء المالي. بالإضافة إلى ذلك، يتعامل الكتاب مع فشل الصناعات المصنعة وبرامج التنمية التي لم تحقق النمو المتوقع، وذلك رغم تمويلها من خلال الإيرادات النفطية.
وفي ظل هذا السياق، يظهر قرض الإيجار كأداة تمويلية فعّالة يمكن للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة اللجوء إليها لتلبية احتياجاتها التمويلية. يستعرض الكتاب مزايا هذا النوع من التمويل، حيث يغطي بشكل كلي قيمة الاستثمار المطلوب، ويتيح التكيف مع ظروف كل مؤسسة بفضل تنوع صيغه. كما يبرز الكتاب أهمية قرض الإيجار في تحسين الوضع المالي لهذه المؤسسات وتعزيز قدرتها على التنافس في السوق.
تعاني المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من صعوبات مالية تتعلق بالحصول على مصادر تمويل خارجية، خاصة القروض البنكية التي قد تكون متاحة بشكل أكبر للشركات الكبيرة. يسلط الضوء الكتاب على الأهمية الكبيرة لقرض الإيجار في توفير حلاً لهذه الصعوبات، ويقدم تحليلاً شاملاً للخصائص المالية والمزايا التي يقدمها هذا النوع من التمويل.
يتألف الكتاب من 208 صفحة ويعتبر إصدارًا مميزًا من الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع، حيث يأتي بغلاف فني يعكس جودة المحتوى وأهميته. يتناول الكتاب موضوعات متنوعة في مجال الاقتصاد والأعمال، تحديداً في فئة المصارف والبنوك، مما يجعله مرجعًا هامًا للمهتمين بتفاصيل تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الساحة الجزائرية.
باختصار، يقدم كتاب سوسن زيرق نظرة شاملة وعميقة عن دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الجزائري، ويسلط الضوء على أهمية قرض الإيجار كوسيلة تمويل فعّالة تساهم في تعزيز قدرة هذه المؤسسات على النمو والتنافسية في سوق الأعمال المتنوعة والتحديات المالية.