“اقتحم شهر أغسطس مدينة لوس أنجلوس بكل قسوة، ولكن عام 1947 أضاف لهذا الشهر سوءًا لا مثيل له. فلم يكن شهر أغسطس في لوس أنجلوس يومًا سعيدًا، ولكن في هذا العام كان يتشكل ليكون واحدًا من أسوأ الأشهر على الإطلاق. لقد هبطت لجنة نشاطات غير أمريكية إلى المدينة، وكانت تجعل كل من في هوليوود، قلب لوس أنجلوس التقني، عصبيًا. وكان كل رجال الأعمال في المدينة يعانون من الارتجاف، لأن وارنر براذرز قررت أن تأخذ أعظم رومانسية لها في وقت الحرب، “مرور إلى لشبونة”، وتستخدمها لإنتاج تكملة تحمل عنوان “أحبني مرة أخرى”. ولماذا كانوا يعانون؟ لأن هذا يعني أن رجال وارنر قد حققوا نجاحًا مؤكدًا في أيديهم. ولكن وارنر لم تكن متأكدة من ذلك. لقد تلقوا رسالة مجهولة أخبرتهم فيها أن كاتب سيناريوهاتهم هو شيوعي، ومع وجود لجنة نشاطات غير أمريكية في المدينة، كان ذلك يعني وجود مشاكل. لذا قررت وارنر أن تفعل ما يفعله أي استوديو – اتصلت بوكالة هوليوود للأمان لتكتشف القصة الحقيقية وتسكت عنها. بغض النظر عن ما كانت تلك القصة.
كانت وكالة هوليوود للأمان تختص في تنظيف بشكل حذر للغاية لأمور قذرة لا تحمد عقباها في الاستوديوهات، ولم يكن هناك أحد في الوكالة أفضل في ذلك من سكوت إليوت، وهو عميلهم الجديد ولكنه كان يعمل في السابق كفنان تابع لاستوديو باراماونت. عاد إليوت من الحرب ليجد أن أحدًا لا يحتاج إلى خدماته كممثل، وتجاوز إلى عمل الأمان كوسيلة للبقاء على اتصال بصناعة السينما التي يعشقها.
ولكن الفرص الضئيلة لإنقاذ “أحبني مرة أخرى” تصبح أكثر صعوبة عندما يظهر كاتب السيناريو مقتولًا. للعثور على قاتله، يجب على إليوت أن يفك أوصال الحياة الملتوية بواسطة هوليوود والحرب، مع نسخة ملطخة بالدماء من السيناريو كدليل له. ما يكتشفه هو درب من الولاءات الملتبسة والأحلام السرية التي تكشف كل من القاتل ولغز مستقبله الخاص.
“قتلني مرة أخرى: لغز سكوت إليوت”، هو عمل أدبي رائع يمزج بين الغموض والدراما، وينقل القارئ إلى عالم هوليوود الذهبي في فترة ما بعد الحرب. يتناول الكاتب، تيرنس فاهيرتي، ببراعة لا مثيل لها تفاصيل هذه الحقبة الزمنية المحفوفة بالتوتر السياسي والسرية الفنية. تحكي الرواية قصة لا تُنسى، تتقاطع فيها مصائر الشخصيات بشكل معقد، ويبرز فيها الكاتب مهاراته الاستعراضية في رسم صورة حية وواقعية لهذا العالم المليء بالألغاز والأخطار.
“قتلني مرة أخرى: لغز سكوت إليوت” يندرج تحت فئة الرواية والغموض والتحقيق الشامل. يتوفر هذا الكتاب الرائع تحت إصدارات شركة سيمون آند شوستر، وقد تم نشره في شهر مايو من العام 1996. تتميز هذه الرواية بلغة روائية فريدة ومثيرة، وتقدم للقارئ تجربة قراءة لا تُضاهى في عالم الأدب السينمائي والتحقيق الغامض.