كتاب “قتل الروح” من تأليف بيج سميث هو عمل نقدي يتناول الأوضاع الراهنة للمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة. بصفته مؤلفًا للعمل الضخم المكون من ثمانية أجزاء “تاريخ الشعب في الولايات المتحدة”، يوجه سميث نقده نحو المؤسسات بدلاً من الأفراد، مميزاً بذلك نهجه عن النقاد المحافظين الجدد الذين يستهدفون الأكاديميين اليساريين.
يشير سميث إلى العديد من المشكلات التي يعاني منها النظام الأكاديمي، من بينها الأصولية الأكاديمية، وهي تقييد صارم للتفكير الحر والابتكار داخل الأوساط الأكاديمية. يبرز هذا الكتاب “الهروب من التدريس” بسبب متطلبات التثبيت الوظيفي، حيث يركز الأكاديميون على البحث والنشر بدلاً من التعليم والتدريس. ينتقد سميث أيضاً عدم جدوى معظم الأبحاث والأطروحات التي يصفها بأنها متوسطة المستوى وغير مؤثرة.
ويشمل نقده أيضاً تضييق التخصصات الأكاديمية، حيث يزداد الفصل بين المجالات المختلفة بدلاً من تعزيز التداخل والتكامل بينها. يرى سميث أن الهيمنة المتزايدة للنهج “العلمي” في البحث والتعليم، الذي يتسم بالبرودة والبعد والموضوعية، قد ساهمت في قتل الروح الحيوية للتعلم والاستكشاف الأكاديمي.
يمثل كتاب “قتل الروح” دعوة لإعادة النظر في أساسيات النظام الأكاديمي وإعادة توجيهه نحو تعزيز التعليم الشغوف والبحث ذي القيمة الحقيقية. ويعتبر سميث أن التعليم ينبغي أن يكون مفعمًا بالحيوية والتفاعل الإنساني بدلاً من الانعزال الأكاديمي والتحليل البارد.
من الجدير بالذكر أن الكتاب لا يحتوي على قائمة مراجع، مما يعكس ربما توجه سميث نحو تقديم رؤيته الخاصة وتحليله الشخصي دون الاتكاء على أعمال الآخرين بشكل مباشر. نُشر الكتاب من قبل دار “فايكنج أدلت” في شهر مارس من عام 1990، وصنف تحت فئة التعليم العالي.
يمثل هذا الكتاب إسهاماً مهماً في النقاش حول حالة التعليم العالي في أمريكا، ويعكس رؤية نقدية جريئة تستدعي إعادة تقييم القيم والممارسات التي توجه هذا النظام. يسعى سميث من خلاله إلى إثارة الحوار حول كيفية استعادة الحيوية والروح الحقيقية للتعليم، والتي يرى أنها قد ضاعت في خضم البيروقراطية والأكاديمية المتحجرة.