في رواية “قاتل الأرامل” للكاتب بافيل كوهوت، تتمحور الأحداث في مدينة براغ المحتلة من قبل الألمان خلال الحرب العالمية الثانية في فترتها الأخيرة، حيث يُفتتح الرواية بشكل مروع بجريمة قتل بشعة للبارونة بوميرانيا، أرملة جنرال فيرماخت ألماني، على يد قاتل متسلسل مُنحرف. وتشير تقارير الطبيب الشرعي إلى أن الضحية لم تقاوم ولم يُغتصبها أحد. وبشكل غامض، تم استخراج قلبها واختفى مع القاتل.
تتعاون زوجان غير متوقعين، يان مورافا، المحقق التشيكي المبتدئ، وإروين بوباك، عميل جستابو يتساءل عن ولائه للنازيين، لتتبع أثر القاتل الشرير قبل أن يضرب مرة أخرى. ولكن مع متابعة مورافا وبوباك لدماء القاتل في براغ، يصبح واضحًا أنه ليس راديكاليًا سياسيًا أو معارضًا للحرب، بل مصاب بجنون القتل. في دوامة انحدار الأيام الأخيرة للرايخ الثالث، يجب على الضابطين البحث بلا كلل عن قاتل شرير بينما يتصارعون مع شياطينهم العاطفية الخاصة.
تتنوع أحداث الرواية بين الإثارة والتشويق، متناولةً قضايا الصراع النفسي والوطني في فترة زمنية حاسمة في تاريخ أوروبا. يُظهر الكتاب ببراعة الجانب الإنساني للشخصيات وصراعاتهم الداخلية في ظل الظروف القاسية التي تعصف بأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
“قاتل الأرامل” تبرز كرواية تجمع بين عناصر الجريمة والتاريخ بأسلوب سردي مشوق، ترسم صورة واقعية لبراغ في زمن الحرب، مما يجعلها قراءة مثيرة وممتعة لعشاق الروايات البوليسية والتاريخية على حد سواء.