دواء “فيڤانس” (Vyvanse) هو من الأدوية التي تُستخدم بشكل رئيسي لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) لدى الأطفال والبالغين. ومع ذلك، تم اعتماد هذا الدواء أيضاً لعلاج اضطراب الشراهة المرضية (Binge Eating Disorder – BED)، حيث أظهرت الدراسات أنه قد يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة. في هذا المقال، سوف نناقش استخدام دواء “فيڤانس” في علاج اضطراب الشراهة المرضية بناءً على تجربة مرضية واحدة، بالإضافة إلى تقييم فعاليته وعدد المرات التي يتم فيها وصفه.
ما هو اضطراب الشراهة المرضية (BED)؟
اضطراب الشراهة المرضية هو حالة نفسية تتمثل في تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة، غالباً ما تكون مصحوبة بفقدان السيطرة والشعور بالذنب أو الخجل بعد تناول الطعام. هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية كبيرة مثل زيادة الوزن، السمنة، وتدهور الصحة النفسية بشكل عام. علاج هذه الحالة يمكن أن يكون معقداً ويشمل مزيجاً من العلاج النفسي والعلاج الدوائي.
كيف يعمل دواء “فيڤانس” في علاج اضطراب الشراهة المرضية؟
“فيڤانس” هو دواء يحتوي على المادة الفعالة “ليسميديتامفيتامين” (Lisdexamfetamine)، وهو من منشطات الجهاز العصبي المركزي. يعمل “فيڤانس” عن طريق زيادة مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والنورإبينفرين، التي تلعب دوراً مهماً في تنظيم المزاج والانتباه. عند استخدامه في علاج اضطراب الشراهة المرضية، يساعد الدواء في تقليل الرغبة الشديدة في تناول الطعام عن طريق تقليل الشهية، ما يؤدي إلى تقليل نوبات الإفراط في تناول الطعام.
تقييم تجربة المريض مع “فيڤانس”
تروي إحدى المرضى التي تعاني من اضطراب الشراهة المرضية تجربتها مع دواء “فيڤانس”. تقول المريضة:
“كنت أعاني من اضطراب الشراهة المرضية منذ 9 أشهر. بدأت الحالة كأنها فقدان شهية الطعام (أنوركسيا)، ولكن بعد 6 أشهر تحولت إلى شراهة مرضية. كنت أتمتع بوزن طبيعي، لكنني كنت أعلم أنني بحاجة إلى ممارسة الرياضة بشكل أكبر. جربت العديد من الأدوية مثل مضادات الاكتئاب (SSRIs) وأدوية القلق، لكنها لم تساعدني في التحكم في الشراهة المرضية. في النهاية قررت أن أجرب “فيڤانس”، وكان لدي بعض المخاوف لأنني كنت قد جربت دواء “أديرال” من قبل وكان تأثيره شديداً.
بدأت باستخدام “فيڤانس” بجرعة 20 ملغ، وقد حصلت على موافقة لاستخدامه. الآن، بعد أن بدأت في العلاج، أشعر بتحسن كبير. الشعور بالجوع قل بشكل ملحوظ، لكنه لم يكن بنفس حدّة تجربة “أديرال”، حيث كنت أكره الطعام في ذلك الوقت. كما أنني أشعر بمزيد من الإنتاجية ولا أواجه الشعور بالإثارة المفرطة مثلما كان يحدث مع “أديرال”. ولكن، ما زلت أعاني من التعرق الزائد تحت الإبطين خلال فترة التأثير الأقصى للدواء. في العادة، يستغرق الدواء حوالي ساعة إلى ساعتين لكي يبدأ تأثيره، ويستمر لمدة 6 ساعات تقريباً. ربما سأقوم بزيادة الجرعة في المستقبل إذا لزم الأمر، لكنني أعتبره أداة جيدة وليست معجزة. أنا الآن في العلاج النفسي وأتمنى أن يساعدني هذا الدواء في تعزيز جهودي”.
فعالية “فيڤانس” في علاج اضطراب الشراهة المرضية
في دراسة نشرها المعهد الوطني للصحة النفسية، أظهرت النتائج أن “فيڤانس” يمكن أن يكون فعالاً في تقليل أعراض اضطراب الشراهة المرضية. كما أظهرت التجارب السريرية أنه يمكن أن يساعد في تقليل شهية الطعام وتحسين التحكم في النوبات العاطفية المرتبطة بالشره المرضي.
رغم ذلك، كما تلاحظ المريضة في تجربتها، فإن الدواء ليس علاجاً سحرياً ولا يؤدي إلى نتائج فورية. على الرغم من أن هناك تحسنًا في تقليل الشهية، إلا أن المريض يحتاج أيضاً إلى العلاج النفسي المستمر، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، لتحقيق نتائج أفضل في التحكم في الشراهة المرضية.
التقييم الطبي وفعالية الدواء
قد يحصل بعض المرضى على نتائج أفضل من الآخرين عند استخدام “فيڤانس” في علاج اضطراب الشراهة المرضية. في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى تعديل الجرعة أو تغيير العلاج بناءً على استجابته للعلاج. حسب المراجعة الطبية، يمكن أن يساعد “فيڤانس” في الحد من الأعراض، ولكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل التعرق الزائد، والأرق، وزيادة معدل ضربات القلب.
الموافقة والاستخدام الدوائي
تمت الموافقة على استخدام دواء “فيڤانس” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 27 فبراير 2017 لعلاج اضطراب الشراهة المرضية، مما يتيح للأطباء وصفه كعلاج معتمد لهذه الحالة. وبحسب البيانات الطبية، تم وصف “فيڤانس” في حوالي 8 حالات لعلاج اضطراب الشراهة المرضية حتى الآن، ويظهر أن العديد من المرضى يحققون تحسنًا ملحوظًا في إدارة الأعراض.
الخلاصة
يعد دواء “فيڤانس” خيارًا علاجيًا فعالًا للعديد من المرضى الذين يعانون من اضطراب الشراهة المرضية، رغم أنه ليس علاجًا شافيًا. من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي، مع مراعاة تعديل الجرعة والتأكد من أن العلاج النفسي المكمل يمكن أن يعزز من فعاليته. كما أن المريض يجب أن يكون مستعدًا للتعامل مع الآثار الجانبية التي قد تظهر في بعض الحالات. يظل “فيڤانس” أداة فعالة في مساعدة المرضى على تحسين جودة حياتهم والتعامل مع الأعراض بشكل أفضل، ولكن العلاج الشامل يجب أن يتضمن الجوانب النفسية والدوائية على حد سواء.