“فينوس المجر” هو العنوان الذي يحمله الكتاب الثامن ضمن سلسلة “الألغاز الأثرية” للكاتبة لين هاميلتون، وهو يدور في فلك الرواية والمغامرة، متنقلاً بين أحداث مثيرة وغامضة تجمع بين الماضي البعيد والحاضر. نُشر هذا العمل في شهر أبريل من العام 2004 عن دار نشر بيركلي هاردكوفر، وهو يتناول قصة شيقة تبدأ بملابسات شخصية تتعلق ببطلة الرواية، لارا، التي تجد نفسها وسط معضلات عاطفية وألغاز أثرية تحفز القارئ على متابعة تفاصيلها بشغف.
الرواية تفتتح أحداثها بوصف الحالة النفسية للارا بعد انفصالها عن صديقها، حيث تصادف أصدقاءها القدامى من الجامعة، مما يقودهم إلى ليلة من الشراب والأحداث المؤسفة. يتجمع الأصدقاء، المعروفين بـ”ديفاز دوفركورت” نسبة إلى الطريق الذي كانوا يسكنون فيه خلال دراستهم بجامعة تورونتو، في متحف كوتينجهام حيث يكشف كارولي مولنار، اللهب القديم للارا، عن قطعة أثرية استثنائية تُعرف بـ”فينوس المجر”.
“فينوس المجر” نفسها هي تمثال نحت من عاج الماموث خلال الفترة الحجرية العليا، وهي تمثل رأس وجذع امرأة. الكشف عن هذا التمثال لا يلبث أن يثير ردة فعل غامضة ومقلقة في أحد الديفاز، مما يؤدي بالأحداث إلى منعطف حاد. تتوالى الأحداث وتجد لارا نفسها، بعد استيقاظها في صباح اليوم التالي، دون ذاكرة واضحة لما حدث، وسرعان ما تتأزم الأمور عندما تكتشف انتحار صديقتها، مما يثير لديها شعوراً بأنها قد تكون متورطة في ذلك.
تثير الشكوك حول مولنار وصحة تمثال فينوس المجر حيرة البطلة وتجعلها تواجه أكبر معضلة في حياتها. لتطهير ضميرها، تقرر لارا السفر إلى بودابست لتتبع مصدر الفينوس واكتشاف الحقيقة. تتكشف أمامها معلومات مذهلة حول القطعة الأثرية وتتعقب خيوطًا تاريخية قد تغير مسار حياتها وتعيد لها السلام الداخلي.
تمتزج في “فينوس المجر” عناصر الرواية الغامضة مع تفاصيل الإثارة والمغامرة ببراعة، حيث تعتمد الكاتبة لين هاميلتون على خلق جو من التشويق يحفز القارئ على التعمق في الأحداث وتتبع الشخصيات بكل تحولاتها النفسية والعاطفية. ومن خلال دمج العناصر الأثرية في السرد، لا تقتصر الرواية على تقديم متعة القراءة فحسب، بل تثري أيضاً المعرفة بتفاصيل تاريخية قد تكون غائبة عن الكثيرين.
يعتبر هذا الكتاب مثالاً على كيفية استخدام الأدب لفتح نوافذ جديدة على العوالم الماضية والثقافات المختلفة، وتقديمها في إطار قصصي يحافظ على الاهتمام والتشويق. يُظهر “فينوس المجر” أهمية البحث وراء القطع الأثرية ليس فقط لأهميتها التاريخية، بل لتأثيرها على الحاضر وكيف يمكن أن تحرك الأحداث وتشكل مسارات الحياة.