فيلم “How It Ends”: رحلة مثيرة عبر الفوضى والكوارث
فيلم “How It Ends” هو فيلم إثارة خيال علمي، أُنتِج عام 2018 وأخرجه ديفيد إم. روزنتال. يتناول الفيلم قصة شاب يواجه الكارثة التي تدمّر بلاده، حيث تتسارع الأحداث لتضعه في مواجهة مواقف صعبة وهو يسعى لحماية أحبائه في عالم مليء بالفوضى والدمار. الفيلم، الذي يمتد لمدّة 113 دقيقة، يتأرجح بين الإثارة والخيال العلمي، ويقدم نظرة درامية عن الصراع من أجل البقاء في زمن الأزمات.
قصة الفيلم
تدور أحداث فيلم “How It Ends” حول شاب يُدعى ويل، الذي يجسد شخصيته الممثل ثيو جايمس. ويل هو محامٍ شاب كان على وشك أن يتزوج من خطيبته سامانثا (التي تؤدي دورها كات غراهام). ومع وقوع كارثة غامضة تحوّل البلاد إلى ساحة حرب، يصبح ويل في مواجهة تحديات غير متوقعة. تختفي وسائل الاتصال وتعم الفوضى، مما يجعل الحياة في الولايات المتحدة تصبح مليئة بالاضطراب والخوف.
يكتشف ويل أن هناك كارثة لم تُشرح تفاصيلها بعد، وأنها تسببت في انهيار شبكة الكهرباء والاتصالات في أنحاء البلاد. وقد تطور هذا الحدث إلى حالة من الفوضى التامة. يُجبر ويل على الانطلاق غربًا في رحلة محفوفة بالمخاطر للعثور على خطيبته الحامل، التي تواجدت في منطقة بعيدة عن مكانه. ولتجاوز هذه الرحلة، يضطر ويل إلى التحالف مع حماه المستقبلي (الذي يؤدي دوره فورست ويتاكر)، وهو رجل ذو ماضٍ غامض، ولكن بينهما علاقة توتر ورغبة في التأكيد على البقاء على قيد الحياة.
الرحلة التي تبدأ كبحث عن الحبيبة تتحول إلى اختبار حقيقي لبقاء الشخصيات الرئيسية على قيد الحياة في ظل ظروف غير مألوفة. في هذا السياق، يعكس الفيلم التوتر بين الأمل والخوف، ويصور بوضوح الصراع الداخلي بين الشخصيات حول كيفية التعامل مع العواقب المدمرة لهذه الكارثة.
أداء الممثلين والشخصيات
يُقدّم الممثل ثيو جايمس أداء قويًا في دور ويل، حيث يظهر براعته في تصوير شخصية شاب عادي يجد نفسه في مواجهة تحديات غير مسبوقة. إن الدوافع التي تحرك شخصيته – مثل الأمل في العثور على خطيبته – تجسد بشكل جيد الصراع الشخصي الذي يعيشه في ظل هذه الكارثة.
أما الممثل فورست ويتاكر، فقد أدى دور الحما المؤثر والمركب في الوقت نفسه. إن الكيمياء بينه وبين جايمس تضيف بُعدًا آخر للفيلم، إذ أن العلاقة بين الرجلين تتطور أثناء رحلة البحث عن الفتاة المفقودة، مما يعكس التوتر المتزايد بين شخصين غير مألوفين لبعضهما في ظل تلك الظروف.
كات غراهام تلعب دور سامانثا، وتُظهر قدرتها على أن تكون جزءًا من العمل في سياق غير تقليدي، إذ تظهر رغم غيابها الفعلي عن معظم أحداث الفيلم، إلا أنها تظل محورًا رئيسيًا في تحفيز الشخصيات الأخرى.
تأثير الفيلم على المشاهد
يتميّز “How It Ends” بالتصوير المثير للقلق والذي يضع المشاهد في قلب الأحداث الفوضوية التي تشهدها البلاد. لم يكن الفيلم يتحدث فقط عن التحديات الفيزيائية التي تواجه الشخصيات، بل كان يعكس أيضًا الدوافع النفسية والتوترات العاطفية التي تطرأ على العلاقات الإنسانية في أوقات الأزمات. إن فكرة أن تصبح البلاد بأكملها ساحة حرب مفتوحة تثير العديد من الأسئلة حول كيف سيصمد الناس في مواجهة هذه الكوارث.
على الرغم من أن الفيلم يقدم قصة مثيرة تركز على عناصر الخيال العلمي، إلا أن المعالجة الدرامية تتسابق لتكشف عن التوتر النفسي الداخلي الذي يعيشه كل من ويل وحماه في مسعى للنجاة. إن الطريق الذي يسلكه هذان الشخصان يعد رحلة ذات أبعاد إنسانية تتجاوز مجرد السعي للبقاء على قيد الحياة.
التقييم والمراجعات
نال “How It Ends” تقييمات متفاوتة، حيث أشاد البعض بجو الفيلم المشوّق، والذي نجح في خلق شعور بالضغط المستمر على المشاهد. من ناحية أخرى، انتقد البعض الحبكة التي تُركت غير مكتملة تمامًا، حيث لم يتم شرح الكارثة بشكل كافٍ، مما جعل بعض التفاصيل تبدو غير واضحة أو مبتورة. هذه النقطة كانت محل نقاش كبير بين النقاد الذين أعربوا عن رغبتهم في معرفة المزيد عن الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة.
أما بالنسبة للتصنيف، فقد تم تصنيف الفيلم تحت الفئة “TV-MA”، وهو ما يوضح أن العمل يتضمن مشاهد قد تكون غير ملائمة للمشاهدين الأصغر سنًا، سواء بسبب العنف أو اللغة القوية المستخدمة.
الإخراج والموسيقى التصويرية
يستحق فيلم “How It Ends” التقدير بفضل الإخراج المتميز من ديفيد إم. روزنتال، الذي نجح في تقديم فيلم إثارة بخطوط درامية وشخصيات متشابكة. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام الموسيقى التصويرية بشكل فعّال في تعزيز الأجواء المشوّقة في معظم المشاهد.
الخاتمة
فيلم “How It Ends” هو تجربة سينمائية مليئة بالإثارة والغموض. يعتمد في سرد قصته على تقديم لحظات مليئة بالتوتر والدراما الإنسانية، بينما يظل يحمل في طياته رسائل حول الأمل والصراع من أجل البقاء في مواجهة المجهول. على الرغم من بعض الثغرات في الحبكة، فإن الفيلم يبقى خيارًا جيدًا لعشاق أفلام الخيال العلمي والإثارة التي تجمع بين الأكشن والدراما.