فيلم Becoming: حياة ميشيل أوباما

مقال عن فيلم “Becoming” – الوثائقي الذي يروي قصة ميشيل أوباما

فيلم “Becoming” هو فيلم وثائقي أمريكي يعكس رحلة حياة ميشيل أوباما، السيدة الأولى السابقة للولايات المتحدة، في عرض شخصي لمشاعرها وآمالها وطريقة تواصلها مع الآخرين. الفيلم أخرجه المخرجة نادية هالجرين، وعُرض لأول مرة في 6 مايو 2020. يقدم الفيلم لمحة فريدة من نوعها عن حياة ميشيل أوباما في فترة ما بعد البيت الأبيض، حيث يتتبع جولة كتابها “Becoming” التي تمثل فصلاً جديداً في مسيرتها.

القصة العامة للفيلم

“Becoming” ليس مجرد فيلم وثائقي يعرض حياة شخصية عامة، بل هو رحلة عاطفية تلامس القلوب. يأخذ الفيلم المشاهدين في رحلة مع ميشيل أوباما بينما تستعرض جولة كتابها الذي يحمل نفس العنوان، وتفتح فيه قلبها لمجموعة من المواضيع الإنسانية العميقة مثل الهوية، والنضج، والقيادة، والتمكين، وعلاقتها مع زوجها باراك أوباما، بالإضافة إلى دعمها للنساء والشباب حول العالم.

يمثل الفيلم فرصة لمتابعة ميشيل في محطات حياتية مختلفة، بدءاً من الطفولة في شيكاغو، وصولاً إلى وقتها كأم وسيدة أولى في البيت الأبيض. من خلال لقاءات مع معجبين، ومشاهد من حفلات توقيع الكتب، وكذلك لحظات عائلية وتفكير عميق، يفتح الفيلم نافذة على مشاعرها الشخصية وكيفية تعاملها مع تحديات الحياة.

مخرجة الفيلم – نادية هالجرين

الفيلم أخرجته نادية هالجرين، المخرجة المعروفة بأسلوبها الوثائقي العميق والمقنع. تتميز هالجرين بقدرتها على إضفاء طابع حميمي على مشاريعها، وهو ما يظهر جلياً في “Becoming”. بأسلوبها المميز، استطاعت أن تقدم ميشيل أوباما كشخصية متكاملة، ليس فقط كشخصية عامة أو زوجة رئيس سابق، بل كإنسانة ذات طموحات وأحلام وهموم تتشابه مع هموم الكثيرين حول العالم.

الرسالة الأساسية للفيلم

الفيلم يطرح العديد من الأسئلة حول الهوية الشخصية وتطور الإنسان. يُظهر كيف أن ميشيل أوباما تطورت من شابة من أحياء شيكاغو إلى شخصية محورية في السياسة الأمريكية، وكيف أن تجارب الحياة شكلت رؤيتها للعالم. تروي أوباما في الفيلم أنها لا ترى نفسها كسيدة أولى بل كامرأة ذات طموحات خاصة، تعمل على تعزيز مكانة المرأة ودعم القضايا الاجتماعية.

واحدة من الرسائل الأساسية التي يحملها الفيلم هي فكرة أن التغيير يبدأ من داخلنا، من خلال فهم هويتنا وقدرتنا على التأثير في العالم من خلال التجارب الشخصية.

تقييم الفيلم

بالتأكيد، جذب فيلم “Becoming” جمهورًا واسعًا حول العالم، ليس فقط بسبب شهرته باعتباره وثائقيًا عن ميشيل أوباما، ولكن أيضًا بسبب العمق العاطفي الذي حمله في طياته. حصل الفيلم على تقييم “PG”، مما يجعله مناسبًا لجميع الأعمار، ويعد خيارًا رائعًا للعائلات والأفراد الذين يرغبون في اكتساب فهم أعمق لرحلة شخصية ملهمة.

تتمحور القصة حول الكثير من المشاعر الشخصية، مثل الشكوك الذاتية، والأمل، والصراعات النفسية التي قد يمر بها أي شخص أثناء سعيه لتحقيق النجاح. بينما لا يقتصر الأمر على تسليط الضوء على أوباما كزوجة رئيس، بل على كونها امرأة تسعى لبناء هوية مستقلة ورؤية خاصة لعالمها.

التأثير الاجتماعي والإنساني

يشكل فيلم “Becoming” تجربة فريدة من نوعها من حيث المصداقية والواقعية في تقديم حياة شخص بارز. وقد كان لهذا الفيلم تأثير قوي في المجتمع الأمريكي والعالمي على حد سواء، خاصة في تقديم ميشيل أوباما كقدوة للنساء في كل مكان، لا سيما اللواتي يسعين لتحقيق طموحاتهن رغم الصعوبات.

من خلال مشاهد الفيلم، يظهر كيف يمكن للإنسان أن يتحدى الواقع ويواصل السعي نحو التغيير في مواجهة الظروف الاجتماعية والثقافية. ويعد هذا الفيلم بمثابة مصدر إلهام لكل شخص يبحث عن معنى عميق لحياته ويريد أن يتعلم كيفية الاستفادة من تجاربه الشخصية لتحقيق النجاح.

أوباما كأيقونة في عالم المرأة

ميشيل أوباما تجاوزت كونها مجرد سيدة أولى في البيت الأبيض. أصبحت أيقونة عالمية في مجال تمكين المرأة والتعليم. من خلال الكتاب الذي جاب به العديد من المدن حول العالم، استطاعت أن تواصل تعزيز رسالتها حول أهمية التعليم والمساواة بين الجنسين، كما ركزت على تعزيز المبادرات التي تدعم الأطفال والشباب.

ختامًا

يعد فيلم “Becoming” ليس فقط وثائقيًا عن ميشيل أوباما، بل هو عرض فلسفي عن الحياة، والهوية، والمثابرة. وقد جمع الفيلم بين لحظات إنسانية عميقة وبين عرض لمشاعر ميشيل أوباما تجاه نفسها وعالمها. من خلال هذا الفيلم، يظل الجمهور قادرًا على مشاهدة جانب آخر من حياتها لم يكن معروفًا كثيرًا من قبل، ويبقى أحد الأفلام الوثائقية التي تستحق المشاهدة والاهتمام من كل من يطمح إلى الإلهام والتغيير في حياته الشخصية.

المصادر:

• موقع Netflix.