في قلب العدم: رحلة إلى عقل الجريمة والتحقيق الشاق
عندما يجتاح وباء “الإنفلونزا الزرقاء” قوات الشرطة في سياتل، ويدخل غالبية الضباط في إضراب غير رسمي، يجد المحقق لو بولدت نفسه يواجه واقعًا صعبًا. مرهق وبلا فريق كافٍ، يتعهد بولدت بالبقاء في الخدمة بغض النظر عن الظروف. ولكن عندما تندلع سلسلة من السرقات ويتعرض ضابط شرطة أنثى لمحاولة قتل وحشية، يتعرض بولدت لضغوط العمل كرجل يحمل عبء التحقيق بمفرده، مما يهدد عقله وزواجه.
بالتعاون مع الطبيب النفسي في الشرطة، دافني ماثيوز، والرقيب جون لامويا، يحقق بولدت تقدمًا بطيء في حل القضية، حيث تقوده أبحاثهم إلى سجين في دنفر وشقيقه، جانبهما الإجرامي المتين. ومع تفاقم الأمور، يتأكد بولدت من أسوأ مخاوفه عندما يرفض التخلي عن التحقيق، ويظهر بوضوح أن حياته في خطر بسبب ذلك. يدرك بولدت ودافني أن السرقات والاعتداءات والإضراب مرتبطة بطريقة ما.
هذا العمل الروائي، الذي يحمل عنوان “في قلب العدم”، يقدم للقارئ رحلة مثيرة ومشوقة إلى عقل الجريمة وعالم التحقيق الشاق. صاغه الكاتب ريدلي بيرسون بأسلوب سلس ومشوق، حيث يتناول قضايا الشرطة والجريمة بطريقة تنسجم مع الواقعية وتجعل القارئ يعيش تلك التحديات والصراعات النفسية التي يواجهها المحقق بولدت.
يندرج هذا العمل تحت فئة الرواية الروائية والإثارة العامة، حيث يمزج بين تشويق الجريمة والدراما النفسية. نشرته دار النشر “هايبريون” في يونيو من عام 2000، وقد حظي بإعجاب القراء والنقاد على حد سواء.
“في قلب العدم” ليس مجرد رواية جريمة، بل هو استكشاف عميق لتداخلات الحياة المهنية والشخصية، وكيف يمكن للظروف القاسية أن تكون اختبارًا للإرادة والعزيمة. يعكس الكتاب ببراعة التوترات والتحديات التي يمر بها المحقق بولدت، وكيف يتحدى الصعاب بقوة وذكاء.
بهذا الإطار، يظهر الكاتب بيرسون بمهارة في تقديم شخصيات ذات عمق وتفاصيل دقيقة، ما يضفي على الرواية طابعًا شديد الواقعية. يُشكل الكتاب إضافة قيمة إلى رفوعات أدب الجريمة، ويثبت جدارته كعمل أدبي يستحق التفكير والتأمل.