إصابة الرقبة نتيجة لحادث سيارة، المعروفة بشدة العنق أو “Whiplash injury”، تمثل حالة طبية تتسم بتأثير قوي وفجائي على الرقبة، غالبًا ما تحدث عندما يتعرض الفرد لاصطدام خلفي أثناء حادث سيارة. يعتبر هذا النوع من الإصابات منتشراً بشكل كبير ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض والمشكلات الطبية.
تتأثر العنق والهيكل العظمي المحيط به بشكل رئيسي في هذه الحالة، حيث يحدث انثناء فجائي للرقبة يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأنسجة الرقبية، مما يسبب آلامًا حادة وتورمًا. يمكن أن تظهر الأعراض بشكل فوري أو تأتي بشكل تدريجي خلال الأيام القليلة التالية للحادث.
من بين الأعراض الشائعة لإصابة الرقبة هي الألم، خاصة عند تحريك الرأس من الجهة إلى الجهة، والصداع النصفي، والدوخة. قد تشمل الأعراض أيضًا الغثيان والإرهاق والتوتر العضلي. يمكن أن تتفاوت حدة الأعراض بين الأفراد وتعتمد على عوامل متعددة بما في ذلك شدة الاصطدام والحالة الصحية العامة للفرد.
تعتبر تشخيص إصابة الرقبة ضروريًا لتوجيه العلاج السليم. يشمل التشخيص فحصاً جسدياً دقيقًا، وقد يتضمن الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأضرار الهيكلية وتحديد مدى تأثير الإصابة على الأنسجة الرقبية.
على الرغم من أن معظم حالات إصابة الرقبة تكون ذاتية الشفاء في الأغلب، إلا أن العلاج الفعال يشمل غالبًا تدابير متعددة. يمكن أن يتضمن العلاج الأدوية لتسكين الألم وتقليل الالتهاب، إلى جانب العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتحسين مرونة الرقبة.
من المهم أن يتم متابعة حالات إصابة الرقبة بعناية، خاصة في حالة استمرار الأعراض أو تفاقمها، حيث قد تتطلب حالات معينة تدخلاً جراحيًا. يجب أن يشارك الفرد المتضرر في عملية اتخاذ القرار بشكل فعّال مع الفريق الطبي لتحديد أفضل خطة علاج والتأكد من التعافي الكامل والوقاية من المضاعفات المحتملة.