في عالم علم التشريح والفسيولوجيا العصبية، يُعَدُّ مصطلح “مسارات الأعصاب البصرية” أو “Visual Nerve Pathways” جزءًا حيويًا من النظام العصبي، حيث يشير إلى الطريق التي يسلكها الإشارات البصرية من العينين إلى المناطق المختلفة في الدماغ، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تحليل وفهم المعلومات البصرية.
تتكون هذه المسارات من سلسلة معقدة من الألياف العصبية التي تربط الشبكية في العين بالمناطق البصرية في المخ. يُمكن تقسيم مسارات الأعصاب البصرية إلى عدة مراحل تبدأ من العين وتنتهي في القشرة البصرية للدماغ. يتيح هذا الترتيب الهرمي للإشارات البصرية أن تمر بعدة محطات، وكل منها يسهم في تحليل ومعالجة معلومات الرؤية بطريقة معقدة ودقيقة.
في بداية المسار، تنطلق الإشارات من خلايا العصب الحسي في الشبكية، وتسلك طريقها عبر العصب البصري. يتدفق العصب البصري من العين إلى الدماغ، حيث يتم تقسيم الإشارات البصرية في مستويات مختلفة. تتوجه بعضها إلى المستوى السفلي من المخ، مثل النواة الفوفية والجسر، فيما تتجه الأخرى إلى المستوى العلوي من المخ، مثل الهلام البصري والقشرة البصرية.
في هذه المناطق المختلفة، يتم تحليل الإشارات البصرية بطريقة متخصصة. يُلاحَظ أن النواة الفوفية تلعب دورًا في تحديد الحركة والنقل، في حين يُعَتَبَرُ الهلام البصري مكانًا لتجميع المعلومات البصرية وتكاملها. أما القشرة البصرية في المنطقة القدمية، فتُعَدُّ المكان الرئيسي الذي يحدث فيه تفسير واستشراف الرؤية.
بشكل عام، تتيح مسارات الأعصاب البصرية تحويل الإشارات البصرية إلى معلومات تفسيرية واعية في الدماغ، مما يسهم في قدرة الإنسان على فهم العالم المحيط به. هذا الترتيب المُعقَّد للمسارات العصبية يبرز التفاعل الدقيق والتكامل الفعَّال بين مختلف المناطق العصبية لضمان تجسيد دقيق وشامل للمشاهد المرئية.