الفأر السام، المعروف أيضاً باسم “اللدغة السامة” أو “اللدغة السامة المشتركة”، يُعَدُّ وجود السم في أسنان هذا الكائن من الظواهر البيولوجية اللافتة للنظر. إن السم الذي يفرزه يتميز بتركيبة فريدة تتألف من مجموعة معقدة من المركبات البيولوجية، حيث يُعَدُّ هذا السم نموذجاً فريداً للتكيف البيئي وآلية الدفاع الطبيعية في عالم الحيوانات السامة.
تتمثل آلية عمل سم الفأر السام في تحفيز عملية تخثر الدم، حيث يحتوي السم على مركبات فعَّالة تؤثر على عدة عناصر في نظام التخثر، مما يؤدي إلى تكوين تجلطات دموية تعيق تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة. يتسبب هذا التأثير في زيادة نسبة التخثر في الدم، مما يؤدي إلى تشكيل تجلطات قد تكون خطيرة وتسبب مضاعفات صحية جسيمة.
تترتب على اللدغة السامة عدة تأثيرات جسدية، بدءًا من الألم الحاد في منطقة اللدغة، مروراً بالتورم والاحمرار المحيط بالمكان المصاب، وصولاً إلى زيادة في درجة حرارة الجسم. قد يشمل ذلك أيضاً تأثيرات عصبية مثل الدوخة والصداع. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي تأثير السم إلى تعطيل وظائف أعضاء محددة في الجسم، مثل القلب أو الكلى، مما يشكل تحدياً كبيراً للرعاية الطبية.
للتصدي لتأثيرات اللدغة السامة، يعتمد العلاج على إدارة المضادات السامة وتوفير الرعاية الطبية الداعمة. إذ يهم التشخيص السريع والعلاج الفعَّال في تحسين فرص الشفاء والتقليل من خطورة المضاعفات. تتطلب حالات اللدغة السامة الخطيرة تدخلاً فورياً ورعاية متخصصة في الوحدات الطبية المتقدمة.