قرحة المريء، المعروفة أيضًا بالاسم الطبي “قرحة المريء السفلي” أو “قرحة المريء الحمضية”، تعد حالة طبية تصيب الجزء السفلي من المريء، الذي يربط الحلق بالمعدة. تتميز هذه الحالة بتلف الأنسجة الرقيقة المبطنة للمريء نتيجة لتأثير الحمض المعدي. يتسبب اضطراب في وظيفة عضلة السفلية للمريء، المعروفة بالمريء السفلي، في اندفاع الحمض من المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى تهيج وتآكل الأنسجة.
تظهر أعراض قرحة المريء بشكل شائع عند الأشخاص الذين يعانون من ارتداد حمض المعدة، حيث يشعر المريض بألم حاد أو حرقة في الصدر، خاصة بعد تناول الطعام. يمكن أن تزداد حدة هذه الأعراض ليلاً أو عند الاستلقاء، وقد يرافق ذلك ظهور طعم حمضي في الفم. قد يعاني المرضى أيضًا من صعوبة في البلع أو الشعور بوجود جسم غريب في الحلق.
تتطلب تشخيص قرحة المريء فحصاً دقيقاً، يمكن أن يتضمن التصوير الطبقي بالأشعة السينية أو التنظير العلوي للمريء، الذي يسمح برؤية الحالة بواسطة كاميرا صغيرة يتم إدخالها عبر الفم.
في علاج قرحة المريء، يتم التركيز عادة على تقليل إفراز الحمض المعدي وتحسين حماية الأنسجة المصابة. يمكن أن تشمل الخطط العلاجية الأدوية مثل مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحمض، إضافة إلى التغييرات في نمط الحياة مثل تجنب الطعام الحار والحمضي، والامتناع عن التدخين وتجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام.
قد يتعين في بعض الحالات اللجوء إلى التدخل الجراحي، خاصة إذا كانت هناك مضاعفات خطيرة أو عدم استجابة كافية للعلاج الدوائي. يتوجب على المريض أيضًا مراجعة الطبيب بانتظام لمتابعة تطور حالته وضبط العلاج حسب الحاجة.
في الختام، يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض قرحة المريء البحث عن المشورة الطبية والتقييم الدقيق للحالة لتحديد العلاج المناسب وتجنب تفاقم الحالة وتطور المشاكل الصحية الجدية.