التهاب الأوعية الدموية الناجم عن الحساسية، المعروف أيضاً بمتلازمة تشورج-ستراوس، هو اضطراب طبي يتسم بالالتهاب الموجود في الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة. يُصنف هذا الاضطراب تحت فئة الفَرط الحساسي، حيث يكون هناك تفاعل مفرط لجهاز المناعة مع مواد كيميائية معينة، وهذا التفاعل يؤدي في النهاية إلى التهاب الأوعية الدموية.
يتميز متلازمة تشورج-ستراوس بثلاثة مراحل رئيسية: المرحلة الأولى تشمل الأعراض الحساسية المشتركة مثل الحُمى، والسُعال، والربو. المرحلة الثانية تشهد زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء، وخاصة الحُبيبات اللمفاوية الحادة. أما المرحلة الثالثة، فيظهر فيها التهاب الأوعية الدموية، ويمكن أن يؤثر هذا التهاب على عدة أعضاء في الجسم، بما في ذلك الرئتين والجهاز العصبي والكلى.
تعتبر تشخيصات متلازمة تشورج-ستراوس تحديًا للأطباء، حيث يتطلب تحديد وجود هذا الاضطراب فحصًا دقيقًا لتحليل الأعراض والنتائج المخبرية. يُستخدم العديد من الاختبارات مثل تحليل الدم، والتصوير بالأشعة السينية، وأحياناً التصوير بالرنين المغناطيسي للتأكد من التشخيص.
من الجدير بالذكر أن إدارة متلازمة تشورج-ستراوس تعتمد على نوعية وشدة الأعراض، حيث يمكن أن يتضمن العلاج استخدام الأدوية المضادة للالتهابات، والستيرويدات، وفي بعض الحالات الحالات الخطيرة يمكن أن يُستخدم العلاج بالمناعة الحيوية.
في الختام، يظل التفاعل الفرط الحساسي والالتهاب الوعائي الدموي عناصر رئيسية في فهم متلازمة تشورج-ستراوس، وتعتبر التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج أساسية لتحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب الطبي المعقد.