السلفوناميدات هي فئة من المركبات الكيميائية التي تُستخدم في الطب لتأثيرها المثبط على نشاط الإنزيم المسؤول عن تخليق الأحماض النووية في الكائنات الحية، ويُعرف هذا الإنزيم باسم الديهيدروفولات ريدوكتاز. تمثل السلفوناميدات جزءًا من فصيلة الأدوية المعروفة باسم مضادات الحيويات، وهي تستخدم بشكل رئيسي لعلاج الالتهابات البكتيرية.
تعود أصول استخدام السلفوناميدات إلى العقود الأولى من القرن العشرين، حيث تم اكتشاف مركب البرونيل في عام 1932، وهو السلفوناميد الأول المستخدم كمضاد حيوي. ومنذ ذلك الحين، شهدت هذه الفئة من المركبات تطويرات وتعديلات كثيرة لتحسين فعاليتها وتقليل الآثار الجانبية.
تعمل السلفوناميدات عن طريق منافسة الـ PABA (حمض البارا-أمينوبنزويك)، الذي يعتبر مكونًا أساسيًا لتكوين حمض الفوليك. يتطلب نمو البكتيريا إنتاج حمض الفوليك لتكوين الأحماض النووية الضرورية للنمو والانقسام. بتثبيط إنزيم الديهيدروفولات ريدوكتاز، يعمل السلفوناميد على منع تكوين حمض الفوليك، مما يؤدي إلى تثبيط نمو البكتيريا وبالتالي مقاومتها.
تُستخدم السلفوناميدات في علاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية، بما في ذلك التهابات الجهاز البولي، والتهابات الجلد، والتهابات الجهاز التنفسي. ومع ذلك، يجب استخدامها بحذر نظرًا لاحتمال حدوث تفاعلات جانبية، مثل الحساسية والتهاب الكبد.
من الأمثلة على السلفوناميدات الشهيرة السلفا، والتريميثوبريم، والكوتريموكسازول. وتعد هذه الأدوية جزءًا أساسيًا من تركيبة الأدوية المستخدمة لمكافحة العدوى البكتيرية، وتظل الأبحاث العلمية مستمرة لتحسين فعاليتها وتقليل آثارها الجانبية.