في عالم الجينات والجينوم، يعتبر مصطلح “الحمض النووي المتكرر” أو “Repetitive DNA” من المفاهيم الأساسية التي تلعب دورًا هامًا في فهم تركيب الجينات ووظائفها. يشير هذا المصطلح إلى الجزء من الحمض النووي الذي يحتوي على تكرار لنفس التسلسل النووي عدة مرات داخل الجينوم.
تنقسم الحمض النووي إلى فئتين رئيسيتين: الحمض النووي الريبوزي (RNA) والحمض النووي الديوكسي (DNA). يتميز الـ DNA بتكوينه الفريد الذي يتكون من سلسلة مزدوجة من النيوكليوتيدات المترابطة بواسطة روابط هيدروجينية، ويتكون كل نيوكليوتيد من قاعدة نيتروجينية (adenine، thymine، cytosine، guanine) وسكر وفوسفات.
تتواجد المناطق المكررة في الـ DNA بتكرار أنماط معينة، ويمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين: المناطق المكررة القصيرة (Short Tandem Repeats – STRs) والمناطق المكررة الطويلة (Long Tandem Repeats – LTRs). يلعب وجود هذه المناطق دورًا هامًا في تنظيم عمليات النسخ والتكاثر الخلوي، بالإضافة إلى أنها تساهم في تحديد هوية الفرد والتطور الجيني.
يُعتبر فهم الـ Repetitive DNA أساسيًا في البحث الجيني وعلم الوراثة، حيث يسهم في تحديد التغيرات الوراثية والتطور الجيني للكائنات الحية. ومن خلال دراسته، يمكن للعلماء فحص العلاقات الوراثية والتنبؤ بالأمراض المرتبطة بتلك التغيرات. تعتبر هذه المعلومات مهمة في مجال الطب الجيني، حيث يمكن توظيفها في تشخيص الأمراض الوراثية وتطوير العلاجات الموجهة جينياً.
وبشكل عام، يُظهر مصطلح “الحمض النووي المتكرر” أهمية كبيرة في فهم تركيب الجينات والتطور الوراثي، وهو يشكل جزءًا أساسيًا من لغة البحث الجيني والتكنولوجيا الحيوية في المعاجم الطبية المتخصصة.