البلوغ، الذي يُعرَف في المعاجم الطبية بمصطلح “Puberty”، هو مرحلة حياتية طبيعية تعتبر مهمة جداً في التطور البشري. يتسم هذا الفترة بتحولات هرمونية وجسمية كبيرة، حيث يخضع الفرد لتغييرات في النمو والتطور الجنسي. يتراوح متوسط بداية فترة البلوغ بين سن 9 و 16 للإناث، وبين سن 10 و 17 للذكور، ولكن يمكن أن يختلف ذلك بشكل فردي.
خلال مرحلة البلوغ، يشهد الجسم إفرازات هرمونية تؤثر على عدة نواحي من الصحة والنمو. يتسارع النمو الطولي، حيث تزداد الطول والوزن بشكل ملحوظ. كما تتغير توزيعات الدهون في الجسم، ويظهر الشعر العانس على الوجه والجسم لدى الذكور، ويتطور الثدي ويبدأ الدورة الشهرية لدى الإناث.
على الصعيدين النفسي والاجتماعي، يعتبر البلوغ فترة حساسة حيث يتعين على الفرد التكيف مع هذه التغيرات الجديدة. تظهر تحولات في الهوية الشخصية، وتتغير العلاقات الاجتماعية والتفاعلات مع المحيط الاجتماعي. يمكن أن يواجه الفرد خلال هذه المرحلة تحديات نفسية، مثل اضطرابات المزاج أو مشاكل الهوية، وقد يكون الدعم الاجتماعي والتوجيه النفسي ضروريين لتسهيل هذه التجربة.
من الناحية الطبية، يتطلب البلوغ متابعة دقيقة من قبل فريق طبي متخصص. يشمل ذلك فحصاً دورياً للتأكد من تقدم النمو والتطور الجنسي بشكل سليم، ومعالجة أي مشاكل صحية قد تظهر خلال هذه الفترة. يُشدد على أهمية توفير المعلومات للفرد حول التغيرات التي قد يختبرها جسده، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح وطبيعي.
ببساطة، يُعتبر البلوغ في المعاجم الطبية تحولاً في النمو والتطور الجسمي والنفسي، ويشكل فترة حياتية حساسة تتطلب اهتماماً خاصاً لضمان صحة وسلامة الفرد خلال هذه المرحلة الهامة.