في السياق الطبي، يُعتبر مصطلح “التغلغل” (Penetrance) من المصطلحات الهامة التي تُستخدم للدلالة على نسبة الفرد الذي يحمل جين معين ويظهر التأثيرات الوراثية له، سواء كانت ظاهرة أم غير ظاهرة. يُعبّر هذا المصطلح عن القدرة الوراثية للجين على التفاعل مع الظروف البيئية ليس فقط فيما يتعلق بالتعبير الجيني ولكن أيضًا فيما يتعلق بتجلب الظواهر الوراثية إلى الواجهة.
عندما يكون لجين معين نسبة عالية من التغلغل، يكون للأفراد الذين يحملون هذا الجين احتمالية أكبر لظهور التأثيرات الظاهرة له. وعلى الجانب الآخر، إذا كانت نسبة التغلغل منخفضة، فإن هناك فرصة أقل لظهور التأثيرات الوراثية للجين.
يتسبب هذا المصطلح في فتح نافذة فهم واسعة حول كيفية تفاعل الجينات مع بيئتها، ويُلقي الضوء على تعقيد العلاقة بين الوراثة والظروف البيئية في تشكيل الظواهر الحيوية. علاوة على ذلك، يُعتبر فهم درجة التغلغل ضروريًا لتحديد المخاطر الوراثية وتوجيه استراتيجيات التشخيص والتدخل العلاجي.
من المهم أيضًا أن نلاحظ أن التغلغل لا يقتصر على الجينات المسببة للأمراض فقط، بل يمكن أيضًا أن يكون له دور في فهم التنوع الوراثي في صحة الفرد بصفة عامة، وكيف يؤثر ذلك في استجابته للعلاجات وفهم سبب تفاوت الأعراض بين الأفراد الذين يحملون نفس الجين.