في السياق الطبي، يُعتبر المريء (Oesophagus) هو الجزء الأول من الجهاز الهضمي الذي يقع بين الحلق والمعدة. يتمتع المريء بدور حيوي في نقل الطعام من الفم إلى المعدة، وهو عضلة أنبوبية طويلة مبطنة بطبقة من الأنسجة المخاطية.
تتكون جدار المريء من عدة طبقات، من بينها الطبقة الخارجية المتينة المكونة من عضلات ملساء، وهي تقوم بتحريك الطعام باتجاه المعدة من خلال عملية تسمى التقلص العضلي المتسلسل. يتمثل الهدف من هذا التقلص في توجيه الطعام والسوائل بشكل فعال إلى الجهة السفلى من المريء، حيث يتم فتح صمام المريء السفلي للسماح بدخول المواد الغذائية إلى المعدة.
تحمي الطبقة المخاطية الداخلية للمريء الأنسجة الرقيقة من التأثير الضار للطعام والسوائل، وتفرز مواد مخاطية تسهم في تسهيل عملية الانزلاق والتحرك. يمكن أن يتعرض المريء لمجموعة من الحالات الطبية، مثل ارتجاع المريء، الالتهابات المريء، أو حتى حالات أكثر تعقيدًا مثل الورم السرطاني.
لضمان وظيفة سليمة للمريء، يلعب النظام العصبي دورًا مهمًا في تنظيم التقلصات العضلية والإفراج عن المواد الكيميائية التي تؤثر على عملية الهضم. يعكس فهم عميق لتشريح ووظيفة المريء أهمية بحث مستمر في مجال الطب الهضمي والجهاز الهضمي بشكل عام، بهدف تحسين تشخيص وعلاج الاضطرابات المرتبطة بهذا الجزء الحيوي من الجسم البشري.