اضطراب الوسواس القهري، الذي يُعرَف أيضًا باسم “اضطراب الوسواس القهري والاضطرابات العصبية ذات الطابع القهري”، هو اضطراب نفسي يتسم بظهور أفكار غير مرغوب فيها وقوية تسمى “الوساوس”، والتي يصعب على الفرد التحكم فيها. يتبع هؤلاء الأفراد تلك الأفكار بأفعال أو تصرفات تُعرف بـ “الإكراهات”، وذلك بهدف تخفيف التوتر الذي ينتج عن هذه الأفكار.
تُعد الوساوس في اضطراب الوسواس القهري غالبًا ما تكون متعلقة بمواضيع شديدة التحفظ أو القلق، مثل النظافة الزائدة، أو الخوف من الأمراض، أو حتى الأرقام. يتسبب هذا الاضطراب في إحداث تأثير كبير على حياة الفرد، حيث يمكن أن يستهلك وقتًا طويلاً يُخصص لأداء الإكراهات، مما يؤثر على الأداء اليومي والعلاقات الاجتماعية.
تشمل الأعراض الشائعة لاضطراب الوسواس القهري أفكارًا متكررة ومُذعِنة (وساوس)، والتي قد تكون غير منطقية أو تتناقض مع قيم الشخص. يعتبر الشخص أن الإكراهات تقلل من القلق أو تجنب حدوث شيء مروع. تتضمن الإكراهات أعمالًا متكررة مثل الغسيل اليدين المكثف أو التحقق المستمر.
يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري استنادًا إلى معايير تشخيصية محددة، وعادةً ما يتضمن العلاج مجموعة من العناية النفسية والدوائية. العلاجات النفسية قد تشمل العلاج السلوكي المعرفي وعلاج التحفظ، حيث يتعلم الفرد كيفية التحكم في الوساوس وتقليل التحفظ. أما العلاج الدوائي، فغالبًا ما يشمل استخدام مثبطات استرداد السيروتونين لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ.
على الرغم من أن اضطراب الوسواس القهري لا يمكن علاجه بالكامل، يمكن إدارته بفعالية من خلال العلاج المناسب والدعم النفسي. يعتبر التوعية والتفهم من قبل المجتمع أموراً أساسية لدعم الأفراد المصابين بهذا الاضطراب وتحسين جودة حياتهم اليومية.