السمنة هي حالة طبية متعددة الأبعاد تتسم بتراكم غير طبيعي للدهون في الجسم، ويتم تحديدها غالبًا بواسطة مؤشر كتلة الجسم (BMI). تعتبر السمنة من أكثر المشكلات الصحية انتشاراً في العصر الحديث، وهي ترتبط بتأثيرات سلبية على الصحة العامة. يتسبب التغير البيئي وأسلوب الحياة الحديث في زيادة انتشار السمنة، وتعد الأمراض المرتبطة بها، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري، تحدياً كبيراً للنظام الصحي العام.
تتفاوت أسباب السمنة بين العوامل الوراثية والبيئية، وقد يلعب الوراثة دوراً هاماً في تحديد تميل الأفراد إلى اكتساب الوزن. من الجدير بالذكر أن هناك عوامل هرمونية ونقص في النشاط البدني يمكن أن تسهم أيضا في زيادة الوزن. يعتبر الغذاء الزائد والتقليل من النشاط البدني من العوامل الرئيسية في اكتساب الوزن الزائد.
على الصعيدين الفسيولوجي والمرضي، يتسبب التخزين الزائد للدهون في إفراز العديد من الأمراض المزمنة. يشمل ذلك زيادة خطر أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن زيادة استجابة الجسم للأنسولين وتطوير مقاومة الأنسولين، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
يتطلب إدارة السمنة التدخل في الأسلوب الحياة والتغييرات في النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني. يتم استخدام الأدوية في بعض الحالات، وفي بعض الحالات الأخرى قد يكون الجراحة هي الخيار الأخير. الفهم الشامل لمختلف جوانب السمنة يساهم في تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج، وذلك من خلال التوعية بأهمية التغذية السليمة والنشاط البدني وتعزيز الوعي بتأثير السمنة على الصحة العامة.