“في المجال الطبي، يُشير مصطلح “نوسيبو” إلى ظاهرة تتعلق بتأثير التوقعات السلبية على الحالة الصحية للفرد. ويعكس هذا المصطلح الجانب السلبي من القوة التأثيرية للعقل على الجسم، حيث يظهر أن الاعتقادات السلبية بشأن التأثير المحتمل لعلاج أو إجراء طبي يمكن أن تسهم في تفاقم الأعراض أو حدوث تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها.
تكمن فكرة “نوسيبو” في القدرة العجيبة للعقل على تشكيل تجربتنا الصحية. عندما يكون لدينا توقعات سلبية بشأن علاج معين، قد تزداد احتمالات حدوث تأثيرات جانبية أو تفاقم الأعراض، حتى إذا كان العلاج نفسه لا يحمل مكونات كيميائية تسبب تلك الآثار. يمكن لتأثير “نوسيبو” أن يكون واقعيًا وملموسًا للشخص، ويؤثر على استجابته الفعلية إلى العلاج.
تظهر آلية “نوسيبو” بشكل واضح في التجارب السريرية، حيث قد يشعر المرضى الذين يعتقدون بأنهم يتلقون علاجًا وهميًا بتحسن أكبر مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعلمون حقيقة العلاج. يُفسر هذا الاختلاف بتأثير التوقعات الإيجابية على الاستجابة البيولوجية.
من المثير للدهشة أن تفهم آلية “نوسيبو” يمكن أن يفتح أفقًا جديدًا في فهم كيفية تأثير العقل على الجسم، ويسلط الضوء على الأبعاد النفسية للصحة والعلاج. إن فهم هذه الظاهرة يشكل تحديًا مهمًا للأطباء والباحثين، حيث يمكن أن يؤدي التعمق فيها إلى تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار ليس فقط التأثير الكيميائي للعلاج، ولكن أيضًا البعد النفسي الذي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في شفاء المرضى.”