في سياق المعجم الطبي، يتمثل مصطلح “الدودة البيضاء” أو “المغّ” (Maggot) في ظاهرة طبية فريدة ترتبط بتحول المراحل الحياتية لليرقات الذباب إلى حالة نمو خاصة. إنها ظاهرة تمت دراستها وتحليلها في سياق العلوم الطبية وتطبيقاتها السريرية.
تشير هذه الظاهرة إلى استخدام الدود البيضاء، التي هي في الواقع يرقات الذباب، في العلاجات الطبية المعروفة بمصطلح “التحلل الطبي”. يتم ذلك عن طريق وضع هذه اليرقات على الجروح المصابة أو النسيج الذي يحتوي على أنسجة ميتة. الدود الأبيض يقوم بتفتيت الأنسجة الميتة وتنظيف الجرح بطريقة فعّالة، مما يساعد في تسريع عملية الشفاء.
تعتمد هذه الطريقة على فهم عميق للتفاعلات البيولوجية والكيميائية في الجسم، حيث يفرز الدود البيضاء إنزيمات تساعد في هضم الأنسجة النيئة وتحويلها إلى مواد قابلة للاستفادة من قبل الجسم. يُعتبر هذا النهج جزءًا من ميدان العلاجات البيولوجية التي تستفيد من العمليات الطبيعية لتحسين الصحة وتسهيل الشفاء.
يجدر بالذكر أن استخدام الدود البيضاء للتحلل الطبي يعود إلى العصور القديمة، ولكنه تم تطويره وتكامله في العصر الحديث كجزء من الابتكارات الطبية المستدامة. إذ تظهر هذه الطريقة كبديل واعد للعلاجات التقليدية، خاصة في حالات الجروح الضخمة أو التي تعاني من مشاكل التحلل النسيجي.
إن دراسة وتوثيق هذه العمليات تعكس التقدم المستمر في فهم العلاقة بين البيئة والطب، حيث يتم الاستفادة من قدرات الكائنات الحية الطبيعية في خدمة الصحة والشفاء.