تُعد الحمض الريبي الناقص (RNAi) أحد التقنيات الحديثة المبتكرة في مجال الأبحاث الطبية، حيث يتمثل هذا المصطلح في القدرة الفعّالة على تثبيط أو تقليل التعبير الجيني في الخلايا. تتضمن هذه العملية الحيوية استخدام RNA المحتوي على معلومات محددة لتحديد جين معين، حيث يتم توجيه هذا الRNA بشكل مستهدف للمشاركة في ترتيب الخلايا بحيث تتمكن من إيقاف عمل الجين أو تقليل نسبة البروتين الذي يتم إنتاجه.
تعتبر الRNAi من آليات التحكم الجيني الطبيعية في الخلايا، وهي تلعب دوراً حيوياً في تنظيم الأنشطة الجينية والمساهمة في الحفاظ على استقرار البيئة الداخلية للخلية. يعتمد هذا النظام على الاستجابة التنظيمية لتغييرات البيئة والضغط الخارجي، وبالتالي يتيح للخلية التكيف بفعالية مع التحديات المتغيرة.
يمكن تحقيق تأثير RNAi عن طريق استخدام مولدات RNA مصممة خصيصًا، مثل small interfering RNA (siRNA) وmicroRNA (miRNA). يتم توصيل هذه الجزيئات الصغيرة إلى الخلايا المستهدفة، حيث تتفاعل مع الآر إن إي لتثبيط عملية الترجمة أو تحفيز تحلل الRNA المرسل (mRNA)، الذي يحمل معلومات الجين المستهدف.
إن إيجاد وفهم الRNAi قد أحدث تحولًا ثوريًا في مجال البحث الطبي، إذ يمكن استخدام هذه التقنية لعلاج الأمراض الوراثية والسرطان والأمراض الأخرى. يُعَدّ الفهم المتزايد لعمليات RNAi محط إلهام لتطوير علاجات مستقبلية، وقد أثبتت الأبحاث الحديثة نجاحًا واعدًا في تطبيق هذه التقنية في العلاج الطبي المختلف.