إن إدمان الهيروين، الذي يُعرف أيضًا بالتحريض المورفيني، هو حالة مرضية خطيرة تتسم بالتعلق الشديد بالهيروين، وهو نوع من المواد الأفيونية. يعد الهيروين مسكنًا قويًا للألم يتم استخراجه من الأفيون، ويعتبر أحد المخدرات القوية ذات التأثير السريع على الجهاز العصبي المركزي. يندرج إدمان الهيروين تحت فئة اضطرابات الاستخدام الضار للمواد الركيزية وفقًا للتصنيف الدولي للأمراض.
يتميز إدمان الهيروين بآثاره الجسدية والنفسية الخطيرة، حيث يسبب تأثيره المهلوس شعورًا بالسعادة والهدوء، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى تشويه وتدمير الوظائف العقلية والجسدية. تعتبر الإدمان نتيجة لتأثير الهيروين على نظام المكافأة في الدماغ، حيث يحدث إطلاق كميات كبيرة من الدوبامين، المادة الكيميائية التي ترتبط بالمتعة والمكافأة.
تظهر أعراض إدمان الهيروين على الصعيدين الجسدي والنفسي، ومن بين الأعراض الجسدية: فقدان الوزن، تساقط الشعر، اضطرابات في الجهاز الهضمي، والتعب الشديد. أما على الصعيد النفسي، فيشمل الإدمان الهيروين تغيرات في المزاج، فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، وتراجع الأداء الوظيفي والاجتماعي.
يتطلب علاج إدمان الهيروين نهجًا شاملًا يشمل الإدارة الطبية، والتدخل النفسي، والدعم الاجتماعي. يتضمن العلاج الدوائي استخدام مثبطات الانتقال العصبي، التي تهدف إلى تخفيف الأعراض الانسحابية ودعم عملية التعافي. كما يُشدد على أهمية العلاج النفسي لمعالجة القضايا النفسية الأساسية التي قد تكون جزءًا من دوافع استخدام الهيروين.
لا بد من التنويه إلى أن إدمان الهيروين يشكل تحديًا كبيرًا للفرد وللمجتمع، ويتطلب جهودًا متكاملة من النظام الصحي والمجتمع للتصدي له وتقديم الدعم اللازم للأفراد المتأثرين به.