في المعاجم الطبية، يُعتبر الحزن المعقَّد (Grief, complicated) حالة نفسية معقَّدة تنشأ نتيجة فقدان مؤثر أو تجربة مؤلمة، وتتسم بتفاقم وتعقيد الأثر النفسي الناجم عنها. يتسم هذا النوع من الحزن بالمظاهر العاطفية والنفسية المعقَّدة التي تتجاوز الاستجابة العادية للحزن. يُلاحظ أن الأفراد الذين يعانون من الحزن المعقَّد يظهرون عادةً مستويات متقدمة من التوتر والقلق، ويمكن أن يتطوَّر الأمر إلى حالة اكتئابية أو أن يؤدي إلى مشاكل صحية عقلية أخرى.
تظهر العديد من الأعراض التي تميز الحزن المعقَّد، منها الاستمرارية الطويلة للحزن والتركيز الشديد على الفقدان، حتى في وجود تجارب إيجابية أخرى. يمكن أن يترافق الحزن المعقَّد أحيانًا مع الشعور بالذنب أو عدم القدرة على التكيف مع التغيرات الحياتية. يتسم الألم العاطفي بالعمق والاستمرار، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة حياة الفرد المتأثر.
تشير الدراسات الطبية إلى أن الحزن المعقَّد يمكن أن يتطلب تدخلاً علاجيًا متخصصًا، يشمل الدعم النفسي والعلاج النفسي. يستند العلاج إلى فهم عميق للعوامل النفسية والاجتماعية التي قد تكون مسببة للحزن، مع التركيز على تحسين التكيف وتقديم الدعم النفسي الذي يلائم احتياجات الفرد.
من الجدير بالذكر أن فهم الحزن المعقَّد يسهم في تحسين الرعاية الصحية النفسية وتوجيه الجهود نحو توفير الدعم الفعَّال للأفراد الذين يعانون من هذا النوع من الحزن، بهدف تحسين جودة حياتهم وتعزيز صحتهم العامة.