في عالم الطب، يُشير مصطلح “فري” إلى متلازمة Frey، والتي تُعد من الحالات النادرة والمعقدة التي قد تواجهها بعض الأفراد بعد إجراء عمليات جراحية في منطقة الوجه أو الرأس. يظهر هذا المرض بشكل أساسي كاضطراب في وظيفة الغدد اللعابية، والتي تقع تحت الجلد في الجزء السفلي من الوجه.
تُعد متلازمة Frey نتيجة غير متوقعة لتلف الأعصاب الذي يحدث خلال الجراحة، والذي يؤدي إلى اضطراب في التحكم العصبي في منطقة الفم والوجه. يتميز هذا المرض بظهور أعراض خاصة بعد تناول الطعام، حيث يلاحظ المريض تصبح بشرته في المنطقة المجاورة للفم حمراء ورطبة بشكل غير عادي.
تحدث هذه الظاهرة نتيجة لارتباط الأعصاب التي تُشغل دورًا في التحكم في الغدد اللعابية مع الأوعية الدموية في المنطقة. عندما يتناول الفرد طعامًا، يحدث تفاعل عصبي يؤدي إلى إطلاق الغدد اللعابية. ولكن في حالة متلازمة Frey، يكون هذا التفاعل غير متناسق، حيث يؤدي إلى تدفق غير متوازن للدم واللعاب، مما يسفر عن الأعراض المشار إليها.
يُعد إدارة متلازمة Frey تحديًا للأطباء، حيث يتطلب العديد من المرضى تقنيات علاجية متقدمة وخططاً علاجية مُخصصة. يشمل العلاج المحتمل لهذه الحالة استخدام الأدوية التي تقلل من الإفرازات اللعابية، وقد يلجأ البعض إلى الحقن بالبوتوكس لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، قد تكون العمليات الجراحية التصحيحية ضرورية في حالات الحدة الشديدة.
من المهم أن يتم فحص حالات Frey syndrome بعناية، وأن يتم تحديد العلاج الأنسب بناءً على خصائص وتطور المرض في كل حالة. تُظهر هذه المتلازمة كيف يمكن للتداخل الجراحي أحيانًا أن يثير تأثيرات غير متوقعة، وتبرز أهمية البحث المستمر في علم الجراحة لتطوير تقنيات أكثر دقة وفعالية.